ساعة فصرع مسلم بن عوسجة وانصرف عمرو وأصحابه وانقطعت الغبرة فإذا مسلم صريع وقال محمد بن أبي طالب: فسقط إلى الأرض وبه رمق فمشى إليه الحسين، ومعه حبيب بن مظاهر فقال له الحسين عليه السلام: رحمك الله يا مسلم " فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " ثم دنا منه حبيب فقال: يعز علي مصرعك يا مسلم أبشر بالجنة، فقال له قولا ضعيفا: بشرك الله بخير، فقال له حبيب:
لولا أعلم أني في الأثر لأحببت أن توصي إلي بكل ما أهمك فقال مسلم:
فاني أوصيك بهذا وأشار إلى الحسين عليه السلام فقاتل دونه حتى تموت، فقال حبيب:
لأنعمنك عينا ثم مات رضوان الله عليه قال: وصاحت جارية له يا سيداه يا ابن عوسجتاه فنادى أصحاب ابن سعد مستبشرين قتلنا مسلم بن عوسجة فقال شبث بن ربعي لبعض من حوله: ثكلتكم أمهاتكم أما إنكم تقتلون أنفسكم بأيديكم وتذلون عزكم، أتفرحون بقتل مسلم ابن عوسجة أما والذي أسلمت له لرب موقف له في المسلمين كريم، لقد رأيته يوم آذربيجان قتل ستة من المشركين قبل أن تلتام خيول المسلمين ثم حمل شمر بن ذي الجوشن في الميسرة، فثبتوا له (1) وقاتلهم أصحاب الحسين عليه السلام قتالا شديدا وإنما هم اثنان وثلاثون فارسا، فلا يحملون على جانب من أهل الكوفة إلا كشفوهم، فدعا عمر بن سعد بالحصين بن نمير في خمسمائة من الرماة، فاقتبلوا (2) حتى دنوا من الحسين وأصحابه، فرشقوهم بالنبل، فلم يلبثوا أن عقروا خيولهم، وقاتلوهم حتى انتصف النهار، واشتد القتال، ولم يقدروا أن يأتوهم إلا من جانب واحد لاجتماع أبنيتهم، وتقارب بعضها من بعض، فأرسل عمر ابن سعد الرجال ليقوضوها عن أيمانهم وشمائلهم، ليحيطوا بهم وأخذ الثلاثة والأربعة من أصحاب الحسين يتخللون فيشدون على الرجل يعرض وينهب، فيرمونه عن