حتى جئتها فأخبرتها وقلت: قال لي: استأذن علي أمك، وهو خلفي يريدك، قالت:
وأنا والله أريده فاستأذن علي، فدخل فقال (1): أعطيني الكتاب الذي دفع إليك بآية كذا وكذا كأني أنظر إلى أمتي حتى قامت إلى تابوت لها في جوفه تابوت لها صغير (2)، فاستخرجت من جوفه كتابا فدفعته إلى علي (عليه السلام) ثم قالت لي أمي: يا بني ألزمه فلا والله ما رأيت بعد نبيك إماما غيره (3).
أقول: قد مضى مثله بأسانيد في باب جهات علومهم (عليهم السلام).
86 - قصص الأنبياء: الصدوق، عن الطالقاني، عن أحمد بن محمد بن رميح، عن أحمد بن جعفر عن أحمد بن علي، عن محمد بن علي الخزاعي، عن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، عن الصادق، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: من الذي حضر سجت الفارسي وهو يكلم رسول الله؟ فقال القوم: ما حضره منا أحد، فقال علي (عليه السلام) لكني كنت معه وقد جاءه سجت وكان رجلا من ملوك فارس وكان دربا (4)، فقال: يا محمد أين الله؟ قال:
هو في كل مكان وربنا لا يوصف بمكان ولا يزول بل لم يزل بلا مكان ولا يزال، قال:
يا محمد إنك لتصف ربا عليما عظيما بلا كيف فكيف لي أن أعلم أنه أرسلك؟ فبم يبق بحضرتنا ذلك اليوم حجر ولا مدر ولا جبل ولا شجر إلا قال: مكانه (أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله) وقلت له أيضا (5): (أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله) فقال: يا محمد من هذا؟ قال: هو خير أهلي وأقرب الخلق مني، لحمه من لحمي ودمه من دمي وروحه من روحي، وهو الوزير مني في حياتي والخليفة بعد وفاتي كما كان هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، فاسمع له وأطع فإنه على الحق ثم سماه عبد الله (6).