447 - قال نصر: وقال أبو جعفر وأبو الطفيل: استقبلوا عليا بمائة مصحف ووضعوا في كل مجنبة مائتي مصحف وكان جميعها خمسمائة مصحف.
قال أبو جعفر عليه السلام: ثم قام الطفيل بن أدهم حيال علي عليه السلام وقام أبو شريح حيال الميمنة وورقاء بن المعتمر حيال الميسرة ثم نادوا يا معشر العرب الله الله في النساء والبنات والأبناء من الروم والاتراك وأهل فارس غدا إذا فنيتم الله الله في دينكم هذا كتاب الله بيننا وبينكم.
فقال علي عليه السلام: اللهم إنك تعلم أنهم ما الكتاب يريدون فاحكم بيننا وبينهم إنك أنت الحكم الحق المبين.
فاختلف أصحاب علي عليه السلام في الرأي فطائفة قالت: القتال، وطائفة قالت: المحاكمة إلى الكتاب ولا يحل لنا الحرب وقد دعينا إلى حكم الكتاب. فعند ذلك بطلت الحرب ووضعت أوزارها.
448 - قال نصر: وحدثنا عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: لما كان اليوم الأعظم قال أصحاب معاوية: والله لا نبرح اليوم العرصة حتى نموت أو يفتح لنا. وقال أصحاب أمير المؤمنين علي عليه السلام مثل ذلك فباكروا القتال غدوة في يوم من أيام الشعرى طويل شديد الحر فتراموا حتى فنيت النبال وتطاعنوا حتى تقصفت الرماح ثم نزل القوم عن خيولهم ومشى بعضهم إلى بعض بالسيوف حتى تكسرت جفونها وقال الفرسان في الركب ثم اضطربوا بالسيوف وعمد الحديد فلم يسمع السامعون إلا تغمغم القوم وصليل الحديد في الهام وتكادم الأفواه وكسفت الشمس وثار القتام وضلت الألوية والرايات ومرت مواقيت أربع صلوات ما يسجد فيهن لله إلا تكبيرا ونادت المشيخة في تلك الغمرات: يا معشر العرب الله الله في الحرمات من النساء والبنات.
قال جابر: فبكى أبو جعفر عليه السلام وهو يحدثنا بهذا الحديث قال:
وأقبل الأشتر على فرس كميت محذوف قد وضع مغفره على قربوس السرج