444 - وروى نصر عن رجاله قال: لما بلغ القوم إلى ما بلغوا إليه قام علي عليه السلام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وقال:
أيها الناس قد بلغ بكم الامر وبعدوكم ما قد رأيتم ولم يبق منهم إلا آخر نفس وإن الأمور إذا أقبلت اعتبر آخرها بأولها وقد صبر لكم القوم على غير دين حتى بلغنا منهم ما بلغنا وأنا غاد عليهم بالغداة أحاكمهم إلى الله.
قال فبلغ ذلك معاوية فدعا عمرو بن العاص وقال: يا عمرو إنما هي الليلة حتى يغدو علينا بالفضل فما ترى؟ قال: إن رجالك لا يقومون لرجاله ولست مثله وهو يقاتلك على أمر وأنت تقاتله على غيره أنت تريد البقاء وهو يريد الفناء وأهل العراق يخافون منك إن ظفرت بهم وأهل الشام لا يخافون عليا إن ظفر بهم ولكن الق إلى القوم أمرا إن قبلوه اختلفوا إن ردوه اختلفوا ادعهم إلى كتاب الله حكما فيما بينك وبينهم فإنك بالغ به حاجتك في القوم وإني لم أزل أدخر هذا الامر لوقت حاجتك إليه فعرف معاوية ذلك وقال له: صدقت.
445 - قال نصر: وحدثنا عمرو بن شمر عن جابر بن عمير الأنصاري قال:
والله لكأني أسمع عليا عليه السلام يوم الهرير وذلك بعدما طحنت رحا مذحج فيما بينها وبين عك ولخم وجذام والأشعريين بأمر عظيم تشيب منه النواصي حتى استقلت الشمس وقام قائم الظهيرة وعلي عليه السلام يقول لأصحابه:
حتى متى نخلي بين هذين الحيين قد فنيا [فنيتا " خ "] وأنتم وقوف تنظرون أما تخافون مقت الله؟ ثم انفتل إلى القبلة ورفع يديه إلى الله عز وجل ثم نادى:
يا الله يا رحمان يا واحد يا صمد يا الله يا إله محمد إليك اللهم نقلت الاقدام وأفضت القلوب ورفعت الأيدي ومدت الأعناق وشخصت الابصار وطلبت الحوائج.