بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٠ - الصفحة ٧٥
من قبلكم (1) ولا تبديل لكلمات الله، وقد قضى عز وجل الاختلاف على الأمم، الاستبدال بأوصيائهم بعد أنبيائهم، وما العجب إلا منكم بعد ما شاهدتم؟!
فما هذه القلوب القاسية، والحسد الظاهر، والضغن والإفك المبين؟!.
قال: وأسلم النصراني ومن معه (2) وشهدوا لعلي عليه السلام بالوصية ولمحمد صلى الله عليه وآله بالحق والنبوة، وأنه الموصوف المنعوت في التوراة والإنجيل، ثم خرجوا منصرفين إلى ملكهم ليردوا عليه (3) ما عاينوا وما سمعوا.
فقال علي عليه السلام: الحمد لله الذي أوضح برهان محمد صلى الله عليه وآله وأعز دينه ونصره، وصدق رسوله وأظهره على الدين كله ولو كره المشركون، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله.
قال: فتباشر (4) القوم بحجج علي عليه السلام وبيان ما أخرجه إليهم، فانكشفت (5) عنهم الذلة، وقالوا: جزاك الله يا أبا الحسن (6) في مقامك بحق نبيك، ثم تفرقوا وكأن الحاضرين لم يسمعوا شيئا مما فهمه القوم و (7) الذين هم عندهم أبدا، وقد نسوا ما ذكروا به، والحمد لله رب العالمين.
قال سلمان الخير: فلما خرجوا من المسجد وتفرق الناس وأرادوا الرحيل أتوا عليا عليه السلام مسلمين عليه ويدعون الله تعالى له (8) واستأذنوا، فخرج إليهم علي عليه السلام فجلسوا، فقال الجاثليق: يا وصي محمد وأبا ذريته! ما نرى الأمة

(1) في إرشاد القلوب: من قبل.
(2) في المصدر: ومن كان معه..
(3) ففي الارشاد: إليه، بدلا من: عليه.
(4) في (ك) نسخة بدل: فتباشروا.
(5) في المصدر: وكشف.
(6) في إرشاد القلوب: أحسن الله جزاك يا أبا الحسن..
(7) لا توجد الواو، في المصدر.
(8) في المصدر: ويدعون له.
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب (16): باب آخر فيما كتب عليه السلام إلى أصحابه في ذلك تصريحا وتلويحا 7
2 باب (17): احتجاج الحسين عليه السلام على عمر وهو على المنبر 47
3 باب (18): في ذكر ما كان من حيرة الناس بعد وفاة رسول الله (ص) وغصب الخلافة وظهور جهل الغاصبين وكفرهم ورجوعهم إلى أمير المؤمنين (ع) 53
4 باب (19): ما أظهر أبو بكر وعمر من الندامة على غصب الخلافة عند الموت 121
5 باب (20) كفر الثلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم وقبائح آثارهم وفضل التبري منهم ولعنهم 145
6 باب (21): باب آخر، في ذكر أهل التابوت في النار 405
7 باب (22) باب تفصيل مطاعن أبي بكر، والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من كتبهم 411
8 الطعن الأول: عدم تولية النبي (ص) لأبي بكر شيئا من الأعمال، وعزله عن تبليغ سورة براءة 411
9 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 427
10 الطعن الثالث: ما جرى في أمر فدك 443
11 الطعن الرابع: كون بيعة أبي بكر فلتة 443
12 الطعن الخامس: ترك الخليفة لإقامة الحد 471
13 الطعن السادس: قوله: أقيلوني، إن لي شيطانا يعتريني 495
14 الطعن السابع: جهل الخليفة بكثير من أحكام الدين 506
15 خاتمة: في ذكر ولادة أبي بكر ووفاته وبعض أحواله 517
16 باب (23): تفصيل مثالب عمر والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من صحاحهم، وذكر بعض أحواله وبعض ما حدث في زمانه 529
17 الطعن الأول: قولته: إنه ليهجر 529
18 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 582
19 الطعن الثالث: جهله بوفاة رسول الله (ص) 582
20 الطعن الرابع: تحريمه الخليفة للمتعتين 594
21 الطعن الخامس: تعطيل الحدود الشرعية 639
22 الطعن السادس: منعه للمغالاة في صداق النساء 655
23 الطعن السابع: تجسس الخليفة وتسوره الدار 661
24 الطعن الثامن: تركه الصلاة لفقد الماء 665
25 الطعن التاسع: أمره برجم الحامل 675
26 الطعن العاشر: أمره برجم المجنونة 680
27 الطعن الحادي عشر: جهله بأبسط الأمور 687
28 الطعن الثاني عشر: جهله بحرمة الحجر الأسود 688
29 الطعن الثالث عشر: موارد من جهله وهداية الغير له 691