بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٠ - الصفحة ٦٣
الله. فقلت: إن (1) هذا الاسم لا نعرفه لاحد بعد النبي إلا أن يكون لغة من اللغات (2)، فأما الخلافة فلا تصلح إلا لآدم وداود عليهما السلام، والسنة فيها للأنبياء والأوصياء، وإنكم لتعظمون الفرية (3) على الله وعلى رسوله، فانتفى من العلم، واعتذر من الاسم، وقال: إنما تراضوا الناس بي فسموني خليفة، وفي الأمة من هو أعلم مني، فاكتفينا بما حكم على نفسه وعلى من اختاره، فقدمت مسترشدا وباحثا عن الحق، فإن وضح لي ابتعته (4) ولم تأخذني في الله لومة لائم، فهل عندك أيها الشاب شفاء لما في صدورنا (5)؟.
قال علي عليه السلام: بلى! عندي شفاء لصدوركم، وضياء لقلوبكم، وشرح لما أنتم عليه، وبيان لا يختلجكم الشك معه، وإخبار عن أموركم، وبرهان لدلالتكم، فأقبل علي (6) بوجهك، وفرغ لي مسامع قلبك، وأحضرني ذهنك، وع ما أقول لك: إن الله بمنه وطوله وفضله - له الحمد كثيرا دائما - قد صدق وعده، وأعز دينه، ونصر محمدا عبده ورسوله، وهزم الأحزاب وحده، فله الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير، إنه (7) تبارك وتعالى اختص محمدا صلى الله عليه وآله واصطفاه وهداه، وانتجبه لرسالته إلى الناس كافة برحمته، وإلى الثقلين برأفته، وفرض طاعته على أهل السماء والأرض (8)، وجعله إماما لمن قبله من الرسل، وخاتما لمن بعده من الخلق، وورثه مواريث الأنبياء، وأعطاه مقاليد الدنيا والآخرة،

(1) في (ك): وضع رمز نسخة بدل على كلمة: إن.
(2) في المصدر: من لغات العرب.
(3) في (ك): القربة، ولا معنى لها هنا.
(4) في إرشاد القلوب: اتبعه.
(5) في (س): الصدور.
(6) في المصدر: إلى، بدلا من: علي.
(7) لا توجد: إنه، في المصدر.
(8) في الارشاد: وأهل الأرض.
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب (16): باب آخر فيما كتب عليه السلام إلى أصحابه في ذلك تصريحا وتلويحا 7
2 باب (17): احتجاج الحسين عليه السلام على عمر وهو على المنبر 47
3 باب (18): في ذكر ما كان من حيرة الناس بعد وفاة رسول الله (ص) وغصب الخلافة وظهور جهل الغاصبين وكفرهم ورجوعهم إلى أمير المؤمنين (ع) 53
4 باب (19): ما أظهر أبو بكر وعمر من الندامة على غصب الخلافة عند الموت 121
5 باب (20) كفر الثلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم وقبائح آثارهم وفضل التبري منهم ولعنهم 145
6 باب (21): باب آخر، في ذكر أهل التابوت في النار 405
7 باب (22) باب تفصيل مطاعن أبي بكر، والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من كتبهم 411
8 الطعن الأول: عدم تولية النبي (ص) لأبي بكر شيئا من الأعمال، وعزله عن تبليغ سورة براءة 411
9 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 427
10 الطعن الثالث: ما جرى في أمر فدك 443
11 الطعن الرابع: كون بيعة أبي بكر فلتة 443
12 الطعن الخامس: ترك الخليفة لإقامة الحد 471
13 الطعن السادس: قوله: أقيلوني، إن لي شيطانا يعتريني 495
14 الطعن السابع: جهل الخليفة بكثير من أحكام الدين 506
15 خاتمة: في ذكر ولادة أبي بكر ووفاته وبعض أحواله 517
16 باب (23): تفصيل مثالب عمر والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من صحاحهم، وذكر بعض أحواله وبعض ما حدث في زمانه 529
17 الطعن الأول: قولته: إنه ليهجر 529
18 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 582
19 الطعن الثالث: جهله بوفاة رسول الله (ص) 582
20 الطعن الرابع: تحريمه الخليفة للمتعتين 594
21 الطعن الخامس: تعطيل الحدود الشرعية 639
22 الطعن السادس: منعه للمغالاة في صداق النساء 655
23 الطعن السابع: تجسس الخليفة وتسوره الدار 661
24 الطعن الثامن: تركه الصلاة لفقد الماء 665
25 الطعن التاسع: أمره برجم الحامل 675
26 الطعن العاشر: أمره برجم المجنونة 680
27 الطعن الحادي عشر: جهله بأبسط الأمور 687
28 الطعن الثاني عشر: جهله بحرمة الحجر الأسود 688
29 الطعن الثالث عشر: موارد من جهله وهداية الغير له 691