بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٠ - الصفحة ٥٥٦
حجة ولا يقطع عذرا، ولقد كان يزيغ (1) في أمره وقتا ما، ولقد أراد في مرضه أن يصرح باسمه فمنعته (2) من ذلك إشفاقا وحيطة على الاسلام، لا ورب هذا البنية لا تجتمع عليه قريش أبدا، ولو وليها لا انتقضت (3) عليه العرب من أقطارها، فعلم رسول الله صلى الله عليه [وآله] أني علمت ما في نفسه فأمسك، وأبى الله إلا إمضاء ما حتم.
قال ابن أبي الحديد (4): ذكر هذا الخبر أحمد بن أبي طاهر صاحب كتاب تاريخ بغداد في كتابه مسندا.
قوله: على خصفة هي - بالتحريك -: الجلة من الخوص تعمل للتمر (5).
وعليك دماء البدن: قسم بوجوب نحر البدن لو كتم ما سأله من أمر الخلافة.
وذرؤ من قول.. أي طرف منه ولم يتكامل (6)، والمراد القول غير الصريح، وذرء من خير (7) - بالهمزة - بمعنى شئ منه (8).
والزيغ - بالزاي والياء المثناة من تحت والغين المعجمة -: الجور والميل عن الحق (9)، والضمير في أمره راجع إلى علي عليه السلام، أي كان رسول الله صلى الله عليه وآله يخرج عن الحق في أمر علي عليه السلام لحبه إياه أو إليه صلى الله عليه وآله، والمراد الاعتذار عن صرفه عما أراد بأنه كان يقع في الباطل أحيانا.

(١) في شرح النهج: يربع. أقول: هي بمعنى ينتظر.
(٢) في المصدر: فمنعت - بلا ضمير -.
(٣) كذا، وفي شرح: لانتقضت، وهو الظاهر.
(٤) شرح النهج لابن أبي الحديد ١٢ / ٢١ بتصرف.
(٥) ذكره في الصحاح ٤ / ١٣٥٠، وانظر: النهاية ٢ / ٣٧، ومجمع البحرين ٥ / ٤٦.
(٦) قاله في لسان العرب ١٤ / ٢٨٦، والصحاح ٦ / ٢٣٤٥.
(٧) كذا، والظاهر أنها: خبر - بالباء الموحدة -، كما في القاموس واللسان.
(٨) نص عليه في القاموس ١ / ١٥، ولسان العرب ١٤ / ٢٨٦، وغيرهما.
(٩) صرح به في النهاية 2 / 324، ومجمع البحرين 5 / 10، والقاموس 3 / 107.
(٥٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 551 552 553 554 555 556 557 558 559 560 561 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب (16): باب آخر فيما كتب عليه السلام إلى أصحابه في ذلك تصريحا وتلويحا 7
2 باب (17): احتجاج الحسين عليه السلام على عمر وهو على المنبر 47
3 باب (18): في ذكر ما كان من حيرة الناس بعد وفاة رسول الله (ص) وغصب الخلافة وظهور جهل الغاصبين وكفرهم ورجوعهم إلى أمير المؤمنين (ع) 53
4 باب (19): ما أظهر أبو بكر وعمر من الندامة على غصب الخلافة عند الموت 121
5 باب (20) كفر الثلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم وقبائح آثارهم وفضل التبري منهم ولعنهم 145
6 باب (21): باب آخر، في ذكر أهل التابوت في النار 405
7 باب (22) باب تفصيل مطاعن أبي بكر، والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من كتبهم 411
8 الطعن الأول: عدم تولية النبي (ص) لأبي بكر شيئا من الأعمال، وعزله عن تبليغ سورة براءة 411
9 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 427
10 الطعن الثالث: ما جرى في أمر فدك 443
11 الطعن الرابع: كون بيعة أبي بكر فلتة 443
12 الطعن الخامس: ترك الخليفة لإقامة الحد 471
13 الطعن السادس: قوله: أقيلوني، إن لي شيطانا يعتريني 495
14 الطعن السابع: جهل الخليفة بكثير من أحكام الدين 506
15 خاتمة: في ذكر ولادة أبي بكر ووفاته وبعض أحواله 517
16 باب (23): تفصيل مثالب عمر والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من صحاحهم، وذكر بعض أحواله وبعض ما حدث في زمانه 529
17 الطعن الأول: قولته: إنه ليهجر 529
18 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 582
19 الطعن الثالث: جهله بوفاة رسول الله (ص) 582
20 الطعن الرابع: تحريمه الخليفة للمتعتين 594
21 الطعن الخامس: تعطيل الحدود الشرعية 639
22 الطعن السادس: منعه للمغالاة في صداق النساء 655
23 الطعن السابع: تجسس الخليفة وتسوره الدار 661
24 الطعن الثامن: تركه الصلاة لفقد الماء 665
25 الطعن التاسع: أمره برجم الحامل 675
26 الطعن العاشر: أمره برجم المجنونة 680
27 الطعن الحادي عشر: جهله بأبسط الأمور 687
28 الطعن الثاني عشر: جهله بحرمة الحجر الأسود 688
29 الطعن الثالث عشر: موارد من جهله وهداية الغير له 691