فوضع حمائل سيفه في عنقه، فمد (1) يده إلى السيف.
فقيل لأمير المؤمنين عليه السلام: الحق عمارا، فالساعة (2) يقطعونه، فوجه أمير المؤمنين عليه السلام الجمع (3)، فقال لهم: لا تهابوه وصيروا به إلي.
وكان مع الرجل ثلاثون فارسا (4) من خيار (5) قومه، فقالوا له: ويلك!
هذا علي بن أبي طالب قتلك وقتل (6) أصحابك عنده دون النطفة (7)، فسكت القوم جزعا (8) من أمير المؤمنين عليه السلام، فسحب الأشجع إلى أمير المؤمنين عليه السلام على حر وجهه سحبا.
فقال أمير المؤمنين عليه السلام (9): دعوه ولا تعجلوا، فان العجلة والطيش لا تقوم بها حجج الله (10) وبراهينه.
فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: ويلك! بما استحللت ما أخذت من أموال (11) أهل البيت؟ وما حجتك على ذلك (12)؟
فقال له: وأنت فبم استحللت قتل هذا الخلق في كل حق وباطل، وأن مرضاة صاحبي لهي أحب إلي من اتباع (13) موافقتك.