بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ٥٥٠
كهيئة المهموم، فقلت: ما لك يا أمير المؤمنين الليلة؟.
فقال: ويحك يا بن عباس! وكيف تنام عينا (1) قلب مشغول، يا بن عباس!
ملك جوارحك قلبك فإذا أرهبه (2) أمر طار النوم عنه، ها أنذا (3) كما ترى مذ أول (4) الليل اعتراني الفكر و (5) السهر لما تقدم من نقض عهد أول هذه الأمة المقدر عليها نقض عهدها، إن رسول الله صلى الله عليه وآله أمر من أمر من (6) أصحابه بالسلام علي في حياته بإمرة المؤمنين فكنت أوكد أن أكون كذلك بعد وفاته.
يا بن عباس! أنا أولى الناس بالناس بعده ولكن أمور اجتمعت على (7) رغبة الناس في الدنيا وأمرها ونهيها وصرف قلوب أهلها عني، وأصل ذلك ما قال الله تعالى في كتابه (8): [أم يحسدون الناس على ما آتهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتينا هم ملكا عظيما] (9)، فلو لم يكن ثواب ولا عقاب لكان بتبليغ (10) الرسول صلى الله عليه وآله فرض على الناس اتباعه، والله عز وجل يقول: [ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا] (11)، أتراهم نهوا عني فأطاعوه (12)! والذي فلق الحبة وبرأ النسمة وغدا (13) بروح أبي القاسم صلى الله

(١) قوله: تنام عينا.. تنام فعل مبني للفاعل، وعينا فاعل مضاف، والقلب مضاف إليه.
(٢) في المصدر: أدهاه، بدلا من: أرهبه.
(٣) كذا، ولعله: أنا ذا - بألف بعد النون -.
(٤) في المصدر: من أول..
(٥) لا توجد الواو في المصدر.
(٦) في المصدر: أمر أصحابه..، والظاهر سقوط كلمة: من، منه، ومن (ك).
(٧) كلمة: على هنا بمعنى: مع.
(٨) في المصدر: قال الله عز وجل في كتابه.
(٩) النساء: ٥٤.
(١٠) في كشف اليقين: لكان تبليغ.
(١١) الحشر: ٧.
(١٢) في المصدر: فأطاعوا - بلا ضمير -.
(١٣) قال في مجمع البحرين ١ / 314: وغدا غدوا - من باب قعد -: ذهب غدوة، هذا أصله، ثم كثر حتى استعمل في الذهاب والانطلاق أي وقت كان.
(٥٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 545 546 547 548 549 550 551 552 553 554 555 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 مقدمة المحقق مقدمة المحقق 5
3 الباب الخامس: احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على أبي بكر وغيره في أمر البيعة 3
4 الباب السادس: منازعة أمير المؤمنين عليه السلام العباس في الميراث 67
5 الباب السابع: نوادر الاحتجاج على أبي بكر 77
6 الباب الثامن: احتجاج سلمان وأبي بن كعب وغيرهما على القوم 79
7 الباب التاسع: ما كتب أبو بكر إلى جماعة يدعوهم إلى البيعة وفيه بعض أحوال أبي قحافة 91
8 الباب العاشر: إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين وخلافته بعد الغصب 99
9 الباب الحادي عشر: نزول الآيات في أمر فدك وقصصه وجوامع الاحتجاج فيه وفيه قصة خالد وعزمه على قتل أمير المؤمنين عليه السلام بأمر المنافقين 105
10 فصل: نورد فيه خطبة خطبتها سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها احتجت بها على من غصب فدك منها 215
11 فصل: في الكلام على من يستفاد من أخبار الباب، والتنبيه على ما ينتفع به طالب الحق والصواب وهو مشتمل على فوائد الأولى: في عصمة الزهراء سلام الله عليها. 335
12 الثانية: أنها سلام الله عليها محقة في دعوى فدك 342
13 الثالثة: فدك نحلة للزهراء عليها السلام ظلمت بمنعها 346
14 الرابعة: بطلان دعوى أبي بكر من عدم توريث الأنبياء 351
15 الباب الثاني عشر: العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليه السلام فدك لما ولي الناس 395
16 الباب الثالث عشر: علة قعوده عليه السلام عن قتال من تأمر عليه من الأوليين وقيامه إلى القتال من بغى عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين، وعلة إمهال الله من تقدم عليه، وفيه علة قيام من قام من سائر الأئمة وقعود من قعد منهم عليهم السلام 417
17 الباب الرابع عشر: العلة التي من أجلها ترك الناس عليا عليه السلام 479
18 الباب الخامس عشر: شكاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عمن تقدمه من المتغلبين الغاصبين والخطبة الشقشقية 497
19 شكايته من الغاصبين 549
20 حكاية ظريفة تناسب المقام 647
21 حكاية أخرى 648
22 تتميم 650