بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ٤٧٠
بعده (1) لا تائبا ولا مستغفرا؟! فإنهم قتلوا أنصاري، ونكثوا بيعتي، ومثلوا بعاملي، وبغوا علي، وسرت إليهم في اثني عشر ألفا - وفي رواية أخرى: أقل من عشرة آلاف - وهم نيف على عشرين ومائة ألف - وفي رواية: زيادة على خمسين ألفا - فنصرني الله عليهم وقتلهم بأيدينا وشفى صدور قوم مؤمنين.
وكيف رأيت - يا بن قيس - وقعتنا بصفين، وما (2) قتل الله منهم بأيدينا خمسين ألفا في صعيد واحد إلى النار - وفي رواية أخرى: زيادة على سبعين ألفا -، وكيف رأيتنا يوم النهروان إذ لقيت المارقين وهم مستبصرون متدينون؟! قد:
[ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا] (3) فقتلهم الله في صعيد واحد إلى النار لم يبق منهم عشرة ولم يقتلوا من المؤمنين عشرة.
ويلك - يا بن قيس - هل رأيت لي لواء رد؟ أو راية ردت؟ إياي تعير يا بن قيس؟!. وأنا صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله في جميع مواطنه ومشاهده، والمتقدم إلى الشدائد بين يديه، ولا أفر ولا ألوذ ولا أعتل ولا أنحاز (4) ولا أمنح اليهود (5) دبري، إنه لا ينبغي للنبي ولا للوصي إذا لبس لامته وقصد لعدوه أن يرجع أو ينثني حتى يقتل أو يفتح الله له.
يا بن قيس! هل سمعت لي بفرار قط أو نبوة؟.
يا بن قيس! أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو وجدت يوم بويع أبو بكر - الذي عيرتني بدخولي في بيعته - أربعين (6) رجلا كلهم على مثل بصيرة الأربعة الذين وجدت لما كففت يدي، ولنا هضت القوم، ولكن لم أجد خامسا!.
قال الأشعث: ومن الأربعة يا أمير المؤمنين عليه السلام؟.

(١) في المصدر: من قتل حوله، الملعون من رجع بعده..
(٢) في مطبوع البحار وضع على: وما، رمز نسخة بدل.
(٣) الكهف: ١٠٤.
(٤) انحاز عنه: عدل، قاله في مجمع البحرين ٤ / 17 وغيره.
(5) كذا، وفي المصدر ونسخة على البحار: العدو، وهو الظاهر.
(6) لا توجد كلمة: أربعين في (س).
(٤٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 465 466 467 468 469 470 471 472 473 474 475 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 مقدمة المحقق مقدمة المحقق 5
3 الباب الخامس: احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على أبي بكر وغيره في أمر البيعة 3
4 الباب السادس: منازعة أمير المؤمنين عليه السلام العباس في الميراث 67
5 الباب السابع: نوادر الاحتجاج على أبي بكر 77
6 الباب الثامن: احتجاج سلمان وأبي بن كعب وغيرهما على القوم 79
7 الباب التاسع: ما كتب أبو بكر إلى جماعة يدعوهم إلى البيعة وفيه بعض أحوال أبي قحافة 91
8 الباب العاشر: إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين وخلافته بعد الغصب 99
9 الباب الحادي عشر: نزول الآيات في أمر فدك وقصصه وجوامع الاحتجاج فيه وفيه قصة خالد وعزمه على قتل أمير المؤمنين عليه السلام بأمر المنافقين 105
10 فصل: نورد فيه خطبة خطبتها سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها احتجت بها على من غصب فدك منها 215
11 فصل: في الكلام على من يستفاد من أخبار الباب، والتنبيه على ما ينتفع به طالب الحق والصواب وهو مشتمل على فوائد الأولى: في عصمة الزهراء سلام الله عليها. 335
12 الثانية: أنها سلام الله عليها محقة في دعوى فدك 342
13 الثالثة: فدك نحلة للزهراء عليها السلام ظلمت بمنعها 346
14 الرابعة: بطلان دعوى أبي بكر من عدم توريث الأنبياء 351
15 الباب الثاني عشر: العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليه السلام فدك لما ولي الناس 395
16 الباب الثالث عشر: علة قعوده عليه السلام عن قتال من تأمر عليه من الأوليين وقيامه إلى القتال من بغى عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين، وعلة إمهال الله من تقدم عليه، وفيه علة قيام من قام من سائر الأئمة وقعود من قعد منهم عليهم السلام 417
17 الباب الرابع عشر: العلة التي من أجلها ترك الناس عليا عليه السلام 479
18 الباب الخامس عشر: شكاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عمن تقدمه من المتغلبين الغاصبين والخطبة الشقشقية 497
19 شكايته من الغاصبين 549
20 حكاية ظريفة تناسب المقام 647
21 حكاية أخرى 648
22 تتميم 650