بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ٤٦٥
كالعصابة التي تشد بها الرأس (1).
والمنحة: العطية (2).
55 - كتاب سليم بن قيس الهلالي (3): قال: كنا جلوسا حول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وحوله جماعة من أصحابه فقال له قائل: يا أمير المؤمنين! لو استنفرت الناس؟. فقام وخطب فقال: أما إني قد استنفرتكم فلم تنفروا، ودعوتكم فلم تسمعوا، فأنتم شهود كغياب (4)، وأحياء كأموات، وصم ذوو أسماع، أتلو عليكم الحكمة وأعظكم بالموعظة الشافية الكافية، وأحثكم على جهاد أهل الجور، فما آتي على آخر كلامي حتى أراكم متفرقين حلقا شتى تتناشدون الاشعار، وتضربون الأمثال، وتسألون عن سعر التمر واللبن، تبت أيديكم! لقد دعوتكم إلى الحرب (5) والاستعداد لها وأصبحت قلوبكم فارغة من ذكرها، شغلتموها بالأباطيل والأضاليل، أغزوهم (6) قبل أن يغزوكم، فوالله ما غزي قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا، وأيم الله ما أظن أن تفعلوا حتى يفعلوا، ثم وددت أني قد رأيتهم فلقيت الله على بصيرتي ويقيني، واسترحت من مقاساتكم وممارستكم، فما أنتم إلا كإبل جمة ضل راعيها، فكلما ضمت من جانب انتشرت من جانب، كأني بكم والله فيما أرى لو قد حمس الوغى واحمر الموت (7) قد انفرجتم

(١) قال في المصباح المنير ٢ / ٧٢: عصب القوم بالرجل عصبا - من باب ضرب - أحاطوا به لقتال أو حماية.. وعصب رأسه بالعصابة.. أي شدها. وقال في القاموس ١ / ١٠٥: العصب: الطي واللي والشد وضم ما تفرق من الشجر.
(٢) ذكره في مجمع البحرين ٢ / ٤١٥، والصحاح ١ / ٤٠٨، وغيرهما.
(٣) كتاب سليم بن قيس الهلالي: 89 [طبعة بيروت: 125 - 132] باختلاف يسير أشرنا إلى غالبه.
(4) في (س): كعياب.. وهو غلط.
(5) في المصدر: لقد سئمتم الحرب..
(6) في كتاب سليم - بيروت -: ويحكم! اغزوهم..
(7) في المصدر: واستحر الموت.
(٤٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 460 461 462 463 464 465 466 467 468 469 470 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 مقدمة المحقق مقدمة المحقق 5
3 الباب الخامس: احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على أبي بكر وغيره في أمر البيعة 3
4 الباب السادس: منازعة أمير المؤمنين عليه السلام العباس في الميراث 67
5 الباب السابع: نوادر الاحتجاج على أبي بكر 77
6 الباب الثامن: احتجاج سلمان وأبي بن كعب وغيرهما على القوم 79
7 الباب التاسع: ما كتب أبو بكر إلى جماعة يدعوهم إلى البيعة وفيه بعض أحوال أبي قحافة 91
8 الباب العاشر: إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين وخلافته بعد الغصب 99
9 الباب الحادي عشر: نزول الآيات في أمر فدك وقصصه وجوامع الاحتجاج فيه وفيه قصة خالد وعزمه على قتل أمير المؤمنين عليه السلام بأمر المنافقين 105
10 فصل: نورد فيه خطبة خطبتها سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها احتجت بها على من غصب فدك منها 215
11 فصل: في الكلام على من يستفاد من أخبار الباب، والتنبيه على ما ينتفع به طالب الحق والصواب وهو مشتمل على فوائد الأولى: في عصمة الزهراء سلام الله عليها. 335
12 الثانية: أنها سلام الله عليها محقة في دعوى فدك 342
13 الثالثة: فدك نحلة للزهراء عليها السلام ظلمت بمنعها 346
14 الرابعة: بطلان دعوى أبي بكر من عدم توريث الأنبياء 351
15 الباب الثاني عشر: العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليه السلام فدك لما ولي الناس 395
16 الباب الثالث عشر: علة قعوده عليه السلام عن قتال من تأمر عليه من الأوليين وقيامه إلى القتال من بغى عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين، وعلة إمهال الله من تقدم عليه، وفيه علة قيام من قام من سائر الأئمة وقعود من قعد منهم عليهم السلام 417
17 الباب الرابع عشر: العلة التي من أجلها ترك الناس عليا عليه السلام 479
18 الباب الخامس عشر: شكاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عمن تقدمه من المتغلبين الغاصبين والخطبة الشقشقية 497
19 شكايته من الغاصبين 549
20 حكاية ظريفة تناسب المقام 647
21 حكاية أخرى 648
22 تتميم 650