بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ٣٨٠
شأن الناس إهمال (1) السلطان ما وفر عليهم أموالهم، ولا يستأثر (2) بخراجهم، ولم يعطل ثغورهم، ولان الذي صنع أبو بكر من منع العترة حظها (3)، والعمومة ميراثها، قد كان موافقا لجلة قريش، ولكبراء (4) العرب، ولان عثمان أيضا كان مضعوفا في نفسه، مستخفا بقدره، لا يمنع ضيما، ولا يقمع عدوا، ولقد وثب ناس على عثمان بالشتم والقذف والتشنيع والنكير (5)، لأمور لو أتى عمر أضعافها، وبلغ أقصاها، لما اجترؤا على اغتيابه فضلا عن مبادأته (6)، والاغراء به ومواجهته، كما أغلظ عينية بن حصين (7) له، فقال له: أما إنه لو كان عمر لقمعك ومنعك؟
فقال عيينة: إن عمر كان خيرا لي منك، أرهبني فأبقاني (8).
ثم قال: والعجب أنا وجدنا جميع من خالفنا في الميراث على اختلافهم في التشبيه والقدر والوعيد يرد كل صنف منهم من أحاديث مخالفيه وخصومه ما هو أقرب استنادا، وأوضح (9) رجالا، وأحسن اتصالا، حتى إذا صاروا إلى القول في ميراث النبي صلى الله عليه وسلم نسخوا الكتاب، وخصوا الخبر العام بما لا يداني بعض ما رووه (10)، وأكذبوا ناقليه (11)، وذلك إن كل إنسان منهم إنما يجري إلى

(1) في (س): خ. ل: احتمال.
(2) في شرح النهج والشافي: ولم يستأثر.
(3) في شرح النهج: حقها.
(4) في (ك): الكبراء، وهو غلط، وفي الشافي وشرح النهج: كبراء، وهو الظاهر.
(5) لا توجد في (س): والنكير، وفي شرح النهج: التنكير.
(6) جاء في حاشية (ك): وبادى فلانا بالعداوة.. أي جاهر بها. صحاح.
انظر: صحاح اللغة: 6 / 2278.
(7) في الشافي وشرح النهج: عيينة بن حصن، وهو الظاهر.
(8) في شرح النهج: فاتقاني، وفي الشافي: وهبني فاتقاني.
(9) في الشافي وشرح النهج: أقرب إسنادا وأصح..
(10) في شرح النهج: ردوه.
(11) في شرح النهج: قائليه.
(٣٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 مقدمة المحقق مقدمة المحقق 5
3 الباب الخامس: احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على أبي بكر وغيره في أمر البيعة 3
4 الباب السادس: منازعة أمير المؤمنين عليه السلام العباس في الميراث 67
5 الباب السابع: نوادر الاحتجاج على أبي بكر 77
6 الباب الثامن: احتجاج سلمان وأبي بن كعب وغيرهما على القوم 79
7 الباب التاسع: ما كتب أبو بكر إلى جماعة يدعوهم إلى البيعة وفيه بعض أحوال أبي قحافة 91
8 الباب العاشر: إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين وخلافته بعد الغصب 99
9 الباب الحادي عشر: نزول الآيات في أمر فدك وقصصه وجوامع الاحتجاج فيه وفيه قصة خالد وعزمه على قتل أمير المؤمنين عليه السلام بأمر المنافقين 105
10 فصل: نورد فيه خطبة خطبتها سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها احتجت بها على من غصب فدك منها 215
11 فصل: في الكلام على من يستفاد من أخبار الباب، والتنبيه على ما ينتفع به طالب الحق والصواب وهو مشتمل على فوائد الأولى: في عصمة الزهراء سلام الله عليها. 335
12 الثانية: أنها سلام الله عليها محقة في دعوى فدك 342
13 الثالثة: فدك نحلة للزهراء عليها السلام ظلمت بمنعها 346
14 الرابعة: بطلان دعوى أبي بكر من عدم توريث الأنبياء 351
15 الباب الثاني عشر: العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليه السلام فدك لما ولي الناس 395
16 الباب الثالث عشر: علة قعوده عليه السلام عن قتال من تأمر عليه من الأوليين وقيامه إلى القتال من بغى عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين، وعلة إمهال الله من تقدم عليه، وفيه علة قيام من قام من سائر الأئمة وقعود من قعد منهم عليهم السلام 417
17 الباب الرابع عشر: العلة التي من أجلها ترك الناس عليا عليه السلام 479
18 الباب الخامس عشر: شكاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عمن تقدمه من المتغلبين الغاصبين والخطبة الشقشقية 497
19 شكايته من الغاصبين 549
20 حكاية ظريفة تناسب المقام 647
21 حكاية أخرى 648
22 تتميم 650