بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ٣٦١
زكريا وداود عليهما السلام.
لأنا نقول: الحكم بخروجهما عن حكم الأنبياء مخالف لاجماع الأمة، لانحصارها في الحكم (1) بالايراث مطلقا وعدمه مطلقا، فلا محيص عن الحكم بكذب الخبر وطرحه.
الثالث: أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان يرى الخبر موضوعا باطلا، وكان عليه السلام لا يرى إلا الحق والصدق، فلا بد من القول بأن من زعم أنه سمع الخبر كاذب.
أما الأولى: فلما رواه مسلم في صحيحه (2) وأورده في جامع الأصول (3) أيضا عن مالك بن أوس - في رواية طويلة - قال: قال عمر لعلي عليه السلام والعباس.. قال أبو بكر: قال رسول الله صلى الله عليه [وآله]: لا نورث ما تركناه صدقة، فرأيتماه كاذبا آثما غادرا خائنا؟!، والله يعلم أنه لصادق بار راشد تابع للحق، ثم توفي أبو بكر فقلت: أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم وولي أبو بكر فرأيتماني كاذبا آثما غادرا خائنا؟!، والله يعلم أني لصادق بار (4) تابع للحق فوليتها.
وعن البخاري في منازعة علي عليه السلام والعباس (5) فيما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وآله من بني النضير أنه قال عمر بن الخطاب: فقال أبو بكر:
أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وآله، فقبضها فعمل فيها بما عمل رسول الله صلى الله عليه وآله وأنتما حينئذ - وأقبل على علي عليه السلام والعباس - تزعمان أن أبا بكر فيها كذا، والله يعلم أنه فيها صادق بار راشد تابع للحق، وكذلك زاد في حق

(١) لا توجد، في الحكم، في (ك).
(٢) صحيح مسلم ٣ / ١٣٧٧، حديث ٤٩.
(٣) جامع الأصول ٣ / ذيل حديث ١٢٠٢ (طبعة الأرناووط ٢ / ٧٠٢ - ٧٠٣).
(٤) في المصدر: بار راشد.
(٥) كما في صحيح البخاري ٤ / 178، حديث 3، ومرت منا جملة مصادر له.
(٣٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 مقدمة المحقق مقدمة المحقق 5
3 الباب الخامس: احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على أبي بكر وغيره في أمر البيعة 3
4 الباب السادس: منازعة أمير المؤمنين عليه السلام العباس في الميراث 67
5 الباب السابع: نوادر الاحتجاج على أبي بكر 77
6 الباب الثامن: احتجاج سلمان وأبي بن كعب وغيرهما على القوم 79
7 الباب التاسع: ما كتب أبو بكر إلى جماعة يدعوهم إلى البيعة وفيه بعض أحوال أبي قحافة 91
8 الباب العاشر: إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين وخلافته بعد الغصب 99
9 الباب الحادي عشر: نزول الآيات في أمر فدك وقصصه وجوامع الاحتجاج فيه وفيه قصة خالد وعزمه على قتل أمير المؤمنين عليه السلام بأمر المنافقين 105
10 فصل: نورد فيه خطبة خطبتها سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها احتجت بها على من غصب فدك منها 215
11 فصل: في الكلام على من يستفاد من أخبار الباب، والتنبيه على ما ينتفع به طالب الحق والصواب وهو مشتمل على فوائد الأولى: في عصمة الزهراء سلام الله عليها. 335
12 الثانية: أنها سلام الله عليها محقة في دعوى فدك 342
13 الثالثة: فدك نحلة للزهراء عليها السلام ظلمت بمنعها 346
14 الرابعة: بطلان دعوى أبي بكر من عدم توريث الأنبياء 351
15 الباب الثاني عشر: العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليه السلام فدك لما ولي الناس 395
16 الباب الثالث عشر: علة قعوده عليه السلام عن قتال من تأمر عليه من الأوليين وقيامه إلى القتال من بغى عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين، وعلة إمهال الله من تقدم عليه، وفيه علة قيام من قام من سائر الأئمة وقعود من قعد منهم عليهم السلام 417
17 الباب الرابع عشر: العلة التي من أجلها ترك الناس عليا عليه السلام 479
18 الباب الخامس عشر: شكاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عمن تقدمه من المتغلبين الغاصبين والخطبة الشقشقية 497
19 شكايته من الغاصبين 549
20 حكاية ظريفة تناسب المقام 647
21 حكاية أخرى 648
22 تتميم 650