بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ٣٥٢
الأولى: قوله تعالى مخبرا عن زكريا عليه السلام (1): [وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا] (2).
قوله تعالى: " وليا " أي ولدا يكون أولى بميراثي، وليس المراد بالولي من يقوم مقامه، ولدا كان أو غيره، لقوله تعالى حكاية عن زكريا: [رب هب لي من لدنك ذرية طيبة] (3). وقوله: [رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين فاستجبنا له ووهبنا له يحيى] (4). والقرآن يفسر بعضه بعضا.
واختلف المفسرون في أن المراد بالميراث العلم أو المال؟.
فقال ابن عباس والحسن والضحاك ان المراد به في قوله تعالى: " يرثني.. " وقوله سبحانه: [ويرث من آل يعقوب..] (5) ميراث المال (6)، وقال أبو صالح:
المراد به في الموضعين ميراث النبوة (7). وقال السدي ومجاهد والشعبي: المراد به في الأول ميراث المال وفي الثاني ميراث النبوة، وحكي هذا القول عن ابن عباس والحسن والضحاك (8)، وحكي عن مجاهد أنه قال: المراد من الأول العلم ومن الثاني النبوة (9).

(١) استدل بهذه الآية الشيخ الطوسي في التبيان ٧ / ١٠٦، والطبرسي في مجمع البيان ٣ / ٥٠٣، والسيد المرتضى في الشافي ٤ / ٦٠ - ٦٥، وغيرهم في غيرها.
(٢) مريم: ٦.
(٣) آل عمران: ٣٨.
(٤) الأنبياء: ٨٩ - ٩٠.
(٥) مريم: ٦.
(٦) كما في تفسير الفخر الرازي ٢١ / ١٨٤.
(٧) جاء في تفسير الكبير ٢١ / ١٨٤، وأحكام القرآن للجصاص ٣ / ٢١٦، وتفسير الطبري ١٦ / ٣٧ بتغيير في اللفظ.
(٨) حكى هذا القول عنهم في التفسير الكبير ٢١ / ١٨٤، وعن ابن عباس في أحكام القرآن للجصاص 3 / 216، وفي زاد المسير لابن الجوزي 5 / 209.
(9) كما قاله في تفسير الفخر الرازي 21 / 184.
(٣٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 357 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 مقدمة المحقق مقدمة المحقق 5
3 الباب الخامس: احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على أبي بكر وغيره في أمر البيعة 3
4 الباب السادس: منازعة أمير المؤمنين عليه السلام العباس في الميراث 67
5 الباب السابع: نوادر الاحتجاج على أبي بكر 77
6 الباب الثامن: احتجاج سلمان وأبي بن كعب وغيرهما على القوم 79
7 الباب التاسع: ما كتب أبو بكر إلى جماعة يدعوهم إلى البيعة وفيه بعض أحوال أبي قحافة 91
8 الباب العاشر: إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين وخلافته بعد الغصب 99
9 الباب الحادي عشر: نزول الآيات في أمر فدك وقصصه وجوامع الاحتجاج فيه وفيه قصة خالد وعزمه على قتل أمير المؤمنين عليه السلام بأمر المنافقين 105
10 فصل: نورد فيه خطبة خطبتها سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها احتجت بها على من غصب فدك منها 215
11 فصل: في الكلام على من يستفاد من أخبار الباب، والتنبيه على ما ينتفع به طالب الحق والصواب وهو مشتمل على فوائد الأولى: في عصمة الزهراء سلام الله عليها. 335
12 الثانية: أنها سلام الله عليها محقة في دعوى فدك 342
13 الثالثة: فدك نحلة للزهراء عليها السلام ظلمت بمنعها 346
14 الرابعة: بطلان دعوى أبي بكر من عدم توريث الأنبياء 351
15 الباب الثاني عشر: العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليه السلام فدك لما ولي الناس 395
16 الباب الثالث عشر: علة قعوده عليه السلام عن قتال من تأمر عليه من الأوليين وقيامه إلى القتال من بغى عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين، وعلة إمهال الله من تقدم عليه، وفيه علة قيام من قام من سائر الأئمة وقعود من قعد منهم عليهم السلام 417
17 الباب الرابع عشر: العلة التي من أجلها ترك الناس عليا عليه السلام 479
18 الباب الخامس عشر: شكاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عمن تقدمه من المتغلبين الغاصبين والخطبة الشقشقية 497
19 شكايته من الغاصبين 549
20 حكاية ظريفة تناسب المقام 647
21 حكاية أخرى 648
22 تتميم 650