بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٥ - الصفحة ٢٠٧
إلى الباقر عليه السلام، أي لما قال عليه السلام: فلما جمع له هذه الأشياء، قبض يده، أي ضم أصابعه إلى كفه لبيان اجتماع تلك الخمسة له، أي العبودية والنبوة والرسالة والخلة والإمامة، وهذا شائع في أمثال هذه المقامات.
وقيل: أي أخذ الله يده ورفعه من حضيض الكمالات إلى أوجها، هذا إذا كان الضمير في يده راجعا إلى إبراهيم عليه السلام، وإن كان راجعا إلى الله فقبض يده كناية عن إكمال الصنعة وإتمام الحقيقة في إكمال ذاته وصفاته، أو تشبيه للمعقول بالمحسوس للايضاح، فإن الصانع منا إذا أكمل صنعة الشئ رفع يده عنه ولا يعمل فيه شيئا لتمام صنعته، وقيل: فيه إضمار، أي قبض إبراهيم هذه الأشياء بيده، أو قبض المجموع في يده.
20 - الحسين بن سعيد أو النوادر: الجوهري عن حبيب الخثعمي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:
إنا لنذنب ونسئ ثم نتوب إلى الله متابا.
قال الحسين بن سعيد: لا خلاف بين علمائنا في أنهم عليهم السلام معصومون عن كل قبيح مطلقا، وأنهم عليهم السلام يسمون ترك المندوب ذنبا وسيئة بالنسبة إلى كمالهم عليهم السلام (1).
أقول: قال العلامة قدس الله روحه في كشف الحق: روى الجمهور عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: انتهت الدعوة إلي وإلى علي عليه السلام لم يسجد أحدنا قط لصنم فاتخذني نبيا واتخذ عليا وصيا.
وقال الناصب الشارح: هذه الرواية ليست في كتب أهل السنة والجماعة ولا أحد من المفسرين ذكر هذا، وإن صح دل على أن عليا وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والمراد بالوصاية ميراث العلم والحكمة، وليست، هي نصا في الإمامة كما ادعاه.
وقال صاحب إحقاق الحق: هذه الرواية مما رواه ابن المغازلي الشافعي (2) في

(١) الزهد أو المؤمن: مخطوط.
(٢) ونقل نحوه عن الحميدي عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله وترجمته هكذا:
أنه قال: ان دعوة إبراهيم الإمامة لذريته لا تصل الا لمن لم يسجد لصنم قط ومن ثم جعلني الله نبيا وعليا وصيا لي. ارجع إحقاق الحق 3: 80.
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 * أبواب * * خلقهم وطينتهم وأرواحهم صلوات الله عليهم * 1 - باب بدء أرواحهم وطينتهم عليهم السلام وأنهم من نور واحد 1
2 2 - باب أحوال ولادتهم عليهم السلام وانعقاد نطفهم وأحوالهم في الرحم وعند الولادة وبركات ولادتهم عليهم السلام وفيه بعض غرائب علومهم وشؤنهم 36
3 3 - باب الأرواح التي فيهم وأنهم مؤيدون بروح القدس، ونور إنا أنزلناه في ليلة القدر وبيان نزول السورة فيهم عليهم السلام 47
4 4 - باب أحوالهم عليهم السلام في السن 100
5 * أبواب * * علامات الامام وصفاته وشرائطه وما ينبغي أن ينسب اليه * * وما لا ينبغي * 1 - باب أن الأئمة من قريش، وأنه لم سمي الامام اماما 104
6 2 - باب أنه لا يكون إمامان في زمان واحد إلا وأحدهما صامت 105
7 3 - باب عقاب من ادعى الإمامة بغير حق أو رفع راية جور أو أطاع إماما جائرا 110
8 4 - باب جامع في صفات الامام وشرائطه الإمامة 115
9 5 - باب آخر في دلالة الإمامة وما يفرق به بين دعوى المحق والمبطل وفيه قصة حبابة الوالبية وبعض الغرائب 175
10 6 - باب عصمتهم ولزوم عصمة الامام عليهم السلام 191
11 7 - باب معنى آل محمد وأهل بيته وعترته ورهطه وعشيرته وذريته صلوات الله عليهم أجمعين 212
12 8 - باب آخر في أن كل سبب ونسب منقطع إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسببه 246
13 9 - باب أن الأئمة من ذرية الحسين عليهم السلام وأن الإمامة بعده في الأعقاب ولا تكون في أخوين 249
14 10 - باب نفي الغلو في النبي والأئمة صلوات الله عليه وعليهم، وبيان معاني التفويض وما لا ينبغي أن ينسب إليهم منها وما ينبغي 261
15 فصل في بيان التفويض ومعانيه 328
16 11 - باب نفي السهو عنهم عليهم السلام 350
17 12 - باب أنه جرى لهم من الفضل والطاعة مثل ما جرى لرسول الله صلى الله عليهم وأنهم في الفضل سواء 352
18 13 - باب غرائب أفعالهم وأحوالهم عليهم السلام ووجوب التسليم لهم في جميع ذلك 364