بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٥ - الصفحة ١١٨
ويحيى ويموت ويقبر فيزار (1) (ويحشر ويوقف ويعرض ويسأل، ويثاب ويكرم ويشفع (2).
ودلالته في العلم واستجابة الدعوة، وكل ما أخبر به من الحوادث التي تحدث قبل كونها فذلك بعهد معهود إليه من رسول الله صلى الله عليه وآله توارثه عن آبائه عنه عليهم السلام، ويكون ذلك مما عهده إليه جبرئيل عن علام الغيوب عز وجل.
وجميع الأئمة الأحد عشر بعد النبي صلى الله عليه وآله قتلوا، منهم بالسيف وهو أمير المؤمنين بعد النبي صلى الله عليه وآله، والحسين عليهما السلام والباقون قتلوا بالسم، قتل كل واحد منهم طاغوت (3) زمانه، وجرى ذلك عليهم على الحقيقة والصحة، لا كما تقوله الغلاة والمفوضة لعنهم الله.
فإنهم يقولون: إنهم عليهم السلام لم يقتلوا على الحقيقة وإنه شبه للناس أمرهم وكذبوا، عليهم غضب الله، فإنه ما شبه أمر أحد من أنبياء الله وحججه عليهم السلام للناس إلا أمر عيسى بن مريم عليه السلام وحده لأنه رفع من الأرض حيا وقبض روحه بين السماء والأرض ثم رفع إلى السماء ورد عليه روحه وذلك قول الله عز وجل: " إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي (4) " وقال الله عز وجل حكاية لقول عيسى يوم القيامة: " وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد " (5).
ويقول المتجاوزون للحد في أمر الأئمة عليهم السلام: إنه إن جاز أن يشبه أمر عيسى للناس فلم لا يجوز أن يشبه أمرهم أيضا؟ والذي يجب أن يقال لهم: إن عيسى

(١) في العيون: [ويزار] وفى الخصال: ويزار فيعلم.
(٢) الخصال خال عما بين الهلالين.
(٣) في نسخة: طاغية زمانه.
(٤) آل عمران: ٥٥.
(٥) المائدة: ١١٧.
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 * أبواب * * خلقهم وطينتهم وأرواحهم صلوات الله عليهم * 1 - باب بدء أرواحهم وطينتهم عليهم السلام وأنهم من نور واحد 1
2 2 - باب أحوال ولادتهم عليهم السلام وانعقاد نطفهم وأحوالهم في الرحم وعند الولادة وبركات ولادتهم عليهم السلام وفيه بعض غرائب علومهم وشؤنهم 36
3 3 - باب الأرواح التي فيهم وأنهم مؤيدون بروح القدس، ونور إنا أنزلناه في ليلة القدر وبيان نزول السورة فيهم عليهم السلام 47
4 4 - باب أحوالهم عليهم السلام في السن 100
5 * أبواب * * علامات الامام وصفاته وشرائطه وما ينبغي أن ينسب اليه * * وما لا ينبغي * 1 - باب أن الأئمة من قريش، وأنه لم سمي الامام اماما 104
6 2 - باب أنه لا يكون إمامان في زمان واحد إلا وأحدهما صامت 105
7 3 - باب عقاب من ادعى الإمامة بغير حق أو رفع راية جور أو أطاع إماما جائرا 110
8 4 - باب جامع في صفات الامام وشرائطه الإمامة 115
9 5 - باب آخر في دلالة الإمامة وما يفرق به بين دعوى المحق والمبطل وفيه قصة حبابة الوالبية وبعض الغرائب 175
10 6 - باب عصمتهم ولزوم عصمة الامام عليهم السلام 191
11 7 - باب معنى آل محمد وأهل بيته وعترته ورهطه وعشيرته وذريته صلوات الله عليهم أجمعين 212
12 8 - باب آخر في أن كل سبب ونسب منقطع إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسببه 246
13 9 - باب أن الأئمة من ذرية الحسين عليهم السلام وأن الإمامة بعده في الأعقاب ولا تكون في أخوين 249
14 10 - باب نفي الغلو في النبي والأئمة صلوات الله عليه وعليهم، وبيان معاني التفويض وما لا ينبغي أن ينسب إليهم منها وما ينبغي 261
15 فصل في بيان التفويض ومعانيه 328
16 11 - باب نفي السهو عنهم عليهم السلام 350
17 12 - باب أنه جرى لهم من الفضل والطاعة مثل ما جرى لرسول الله صلى الله عليهم وأنهم في الفضل سواء 352
18 13 - باب غرائب أفعالهم وأحوالهم عليهم السلام ووجوب التسليم لهم في جميع ذلك 364