بكلام سررتني به، ثم إنه نزع لك بكلام فوليت عنه هاربة تولولين، فقالت:
إن عليا والله أخبرني بالحق، وبما أكتمه من زوجي منذ ولى عصمتي ومن أبوي فعاد عمرو إلى أمير المؤمنين عليه السلام فأخبره بما قالت له المرأة، وقال له فيما يقول:
ما أعرفك بالكهانة، فقال له علي عليه السلام: ويلك إنها ليست بالكهانة مني، ولكن الله خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام، فلما ركب الأرواح في أبدانها كتب بين أعينهم: كافر ومؤمن، وما هم به مبتلين، وما هم عليه من سيئ عملهم وحسنه في قدر اذن الفارة، ثم أنزل بذلك قرآنا على نبيه صلى الله عليه وآله فقال: (إن في ذلك لآيات للمتوسمين) فكان رسول الله صلى الله عليه وآله المتوسم، ثم أنا من بعده، والأئمة من ذريتي هم المتوسمون، فلما تأملت عرفت ما فيها وما هي عليه بسيمائها (1).
بيان: السلفع: الضخابة، البذية السيئة الخلق، ذكره الفيروزآبادي وقال: سلقه بالكلام: آذاه، وفلانا: طعنه، ولم يذكر هذا البناء، وكذا لم يذكر السلسع الذي في الخبر الآتي، قوله: نزع لك، لعله على سبيل الاستعارة من قولهم: نزع في القوس: إذا مدها، وفيما سيأتي نزغك، من قولهم: نزغه كمنعه:
طعن فيه.
7 - كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة: روى الفضل بن شاذان باسناده عن رجاله عن عمار بن أبي مطروف (2) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: ما من أحد إلا ومكتوب بين عينيه: مؤمن أو كافر، محجوبة عن الخلائق إلا الأئمة والأوصياء، فليس بمحجوب عنهم، ثم تلا: (إن في ذلك لآيات للمتوسمين) ثم قال: نحن المتوسمون، وليس والله أحد يدخل علينا إلا عرفناه بتلك السمة (3).
8 - مناقب ابن شهرآشوب: عن أمير المؤمنين عليه السلام في قوله تعالى: (إن في ذلك لآيات للمتوسمين) فكان رسول الله صلى الله عليه وآله المتوسم، والأئمة من ذريتي المتوسمون إلى