بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٣ - الصفحة ٢٣٦
ولقد أحسن معونة إمامه، حيث ذكر بعد الأخبار المستفيضة المتفق عليها بين الفريقين الدالة على كفر إمامية وشقاوتهما ما يدل على براءته متفردا بذلك النقل، ولا يخفى على المنصف ظهور مودته ومودة صاحبه لأهل البيت عليهم السلام في حياة الرسول صلى الله عليه وآله وبعد وفاته لا سيما في أمر فدك وقتل فاطمة وولدها صلى الله عليها، وتسليط بني أمية عليهم، وما جرى من الظلم بسببهما عليهم إلى ظهور صاحب العصر، ولن يصلح العطار ما أفسد الدهر.
1 - تفسير علي بن إبراهيم: في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى: " قل ما سألتكم من أجر فهو لكم " وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله سأل قومه أن يودوا أقاربه ولا يؤذوهم، وأما قوله: " فهو لكم " يقول: ثوابه لكم (1).
بيان: قال البيضاوي: " قل ما سألتكم من أجر " أي شئ سألتكم ما أجر الرسالة (2) " فهو لكم " والمراد نفي السؤال، فإنه جعل التنبي مستلزما لأحد الامرين: إما الجنون، وإما توقع نفع دنيوي عليه، لأنه إما أن يكون لغرض أو غيره، وأيا ما كان يلزم أحدهما، ثم نفى كلا منهما، وقيل: " ما " موصولة مرادا بها ما سألهم بقوله: " ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا " وقوله: " لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " واتخاذ السبيل ينفعهم، وقرباه قرباهم (3).
2 - قرب الإسناد: الطيالسي عن إسماعيل بن عبد الخالق قال: قال أبو عبد الله عليه السلام للأحول: أتيت البصرة؟ قال: نعم، قال: كيف رأيت مسارعة الناس في هذا الامر ودخولهم فيه؟ فقال: والله إنهم لقليل، ولقد فعلوا ذلك وإن ذلك لقليل، فقال:
عليك بالاحداث فإنهم أسرع إلى كل خير، قال: ما يقول أهل البصرة في هذه الآية: " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " قال: جعلت فداك إنهم

(١) تفسير القمي: ٥٤١.
(٢) في نسخة: على الرسالة.
(3) أنوار التنزيل 2: 294.
(٢٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 1 - باب الاضطرار إلى الحجة وأن الأرض لا تخلو من حجة 1
3 2 - باب آخر في اتصال الوصية وذكر الأوصياء من لدن آدم إلى آخر الدهر 57
4 3 - باب أن الإمامة لا تكون إلا بالنص، ويجب على الامام النص على من بعده 66
5 - باب وجوب معرفة الامام وأنه لا يعذر الناس بترك الولاية وأن من مات لا يعرف إمامه أو شك فيه مات ميتة جاهلية وكفر ونفاق 76
6 5 - باب أن من أنكر واحدا منهم فقد أنكر الجميع 95
7 6 - باب أن الناس لا يهتدون إلا بهم، وأنهم الوسائل بين الخلق وبين الله، وأنه لا يدخل الجنة إلا من عرفهم 99
8 7 - باب فضائل أهل بيت عليهم السلام والنص عليهم جملة من خبر الثقلين والسفينة وباب حطة وغيرها 104
9 * أبواب * * الآيات النازلة فيهم * 8 - باب أن آل يس آل محمد صلى الله عليه وآله 167
10 9 - باب أنهم عليهم السلام الذكر، وأهل الذكر وأنهم المسؤولون وأنه فرض على شيعتهم المسألة، ولم يفرض عليهم الجواب 172
11 10 - باب أنهم عليهم السلام أهل علم القرآن، والذين أوتوه والمنذرون به والراسخون في العلم 188
12 11 - باب أنهم عليهم السلام آيات الله وبيناته وكتابه 206
13 12 - باب أن من اصطفاه الله من عباده وأورثه كتابه هم الأئمة عليهم السلام، وأنهم آل إبراهيم وأهل دعوته 212
14 13 - باب أن مودتهم أجر الرسالة، وسائر ما نزل في مودتهم 228
15 14 - باب آخر في تأويل قوله تعالى وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت 254
16 15 - باب تأويل الوالدين والولد والأرحام وذوي القربى بهم عليهم السلام 257
17 16 - باب أن الأمانة في القرآن الإمامة 273
18 17 - باب وجوب طاعتهم، وأنها المعنى بالملك العظيم، وأنهم أولو الامر، وأنهم الناس المحسودون 283
19 18 - باب أنهم أنوار الله، وتأويل آيات النور فيهم عليهم السلام 304
20 19 - باب رفعة بيوتهم المقدسة في حياتهم وبعد وفاتهم عليهم السلام وأنها المساجد المشرفة 325
21 20 - باب عرض الأعمال عليهم عليهم السلام وأنهم الشهداء على الخلق 333
22 21 - باب تأويل المؤمنين والايمان، والمسلمين والاسلام، بهم وبولايتهم عليهم السلام والكفار والمشركين، والكفر والشرك والجبت والطاغوت واللات والعزى والأصنام بأعدائهم ومخالفيهم 354
23 22 - باب نادر في تأويل قوله تعالى: (قل إنما أعظكم بواحدة) 391