سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى * فيضا كملتطم الفرات الفائض إن كان رفضا حب آل محمد * فليشهد الثقلان أني رافضي انتهى (1).
وقال صاحب الكشاف زائدا على ما نقله عنه الرازي: روي عن علي عليه السلام قال: شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله حسد الناس لي فقال: " أما ترضى أن تكون رابع أربعة: أول من يدخل الجنة أنا وأنت والحسن والحسين، وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا، وذرياتنا خلف أزواجنا ".
وعن النبي صلى الله عليه وآله حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي ومن اصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطلب ولم يجازه عليها فأنا أجازيه عليها غدا إذا لقيني يوم القيامة.
وروي أن الأنصار قالوا: فعلنا وفعلنا، كأنهم افتخروا، فقال عباس أو ابن عباس: لنا الفضل عليكم، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله فأتاهم في مجالسهم فقال:
يا معشر الأنصار ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله بي؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال:
ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله بي؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: أفلا تجيبوني؟
قالوا: ما نقول يا رسول الله؟ قال: ألا تقولون: ألم يخرجك قومك فآويناك؟ أو لم يكذبوك فصدقناك؟ أولم يخذلوك فنصرناك؟ قال: فما زال يقول حتى جثوا على الركب وقالوا: أموالنا وما في أيدينا لله ولرسوله، فنزلت الآية.
وقال في قوله تعالى: " ومن يقترف حسنة ": عن السدي أنها المودة في آل رسول الله صلى الله عليه وآله، نزلت في أبي بكر الصديق، ومودته فيهم، والظاهر العموم في أي حسنة كانت إلا أنها لما ذكرت عقيب ذكر المودة في القربى دل ذلك على أنها تناولت المودة تناولا أوليا كأن سائر الحسنات لها توابع، انتهى كلامه زاد الله في انتقامه (2).