بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ٦٤
أقام ثلاثا ثم زمت قلائص * قلائص يفرين الحصى أينما تفري ولما ورد رسول الله صلى الله عليه وآله المدينة نزل في بني عمرو بن عوف بقباء، فأراده (1) أبو بكر على دخوله المدينة وألاصه (2) في ذلك، فقال: فما (3) أنا بداخلها حتى يقدم ابن أمي وأخي وابنتي، (4) عليا وفاطمة عليهما السلام.
قالا: قال أبو اليقظان: فحدثنا رسول الله صلى الله عليه وآله ونحن معه بقباء عما أرادت قريش من المكر به، ومبيت علي عليه السلام على فراشه، قال: أوحى الله عز وجل إلى جبرئيل وميكائيل عليهما السلام: أني قد آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر صاحبه، فأيكما يؤثر أخاه؟ وكلاهما كره (5) الموت، فأوحى الله إليهما: عبداي ألا كنتما مثل وليي علي آخيت بينه وبين محمد نبيي، فآثره بالحياة على نفسه؟ ثم ظل - أو قال: رقد - على فراشه يقيه (6) بمهجته، اهبطا إلى الأرض جميعا فاحفظاه من عدوه، فهبط جبرئيل فجلس عند رأسه، وميكائيل عند رجليه، وجعل جبرئيل يقول: بخ بخ، من مثلك يا ابن أبي طالب؟ والله عز وجل يباهي بك الملائكة، قال: فأنزل الله عز وجل في علي عليه السلام وما كان من مبيته على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله:
" ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد ".
قال أبو عبيدة: قال أبي وابن أبي رافع: ثم كتب رسول الله صلى الله عليه وآله إلى علي ابن أبي طالب عليه السلام كتابا يأمره فيه بالمسير إليه، وقلة التلوم، وكان الرسول إليه أبا واقد الليثي (7)، فلما أتاه كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله تهيأ للخروج والهجرة،

(1) في نسخة: أداره أبو بكر على دخول المدينة. أقول: لعله الصحيح، والمعنى: حاول إلزامه دخول المدينة.
(2) من ألاص يليص.
(3) في المصدر: ما أنا.
(4) في المصدر: حتى يقدم ابن عمى وابنتي.
(5) في المصدر: وكلاهما كرها الموت.
(6) في المصدر: يفديه بمهجته.
(7) قيل: اسمه الحارث بن مالك، وقيل: ابن عوف، وقيل: اسمه عوف بن الحارث. مات سنة 68 وهو ابن خمس وثمانين راجع التقريب: 617.
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»
الفهرست