بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ٦٦
خلوا سبيل الجاهد المجاهد * آليت (1) لا أعبد غير الواحد فتصدع القوم عنه، فقالوا له: اغن (2) عنا نفسك يا ابن أبي طالب، قال:
فإني منطلق إلى ابن عمي رسول الله صلى الله عليه وآله بيثرب، فمن سره أن افري (3) لحمه وأهريق دمه فليتبعني، أو فليدن مني، ثم أقبل على صاحبيه: أيمن وأبي واقد فقال لهما: أطلقا مطاياكما، ثم سار ظاهرا قاهرا حتى نزل ضجنان (4)، فتلوم (5) بها قدر يومه وليلته، ولحق به نفر من المستضعفين من المؤمنين، وفيهم أم أيمن مولاة رسول الله صلى الله عليه وآله، فصلى ليلته تلك هو والفواطم: أمه فاطمة بنت أسد رضي الله عنها، وفاطمة عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وآله، وفاطمة بنت الزبير، يصلون لله ليلتهم و يذكرونه قياما (6) وقعودا وعلى جنوبهم، فلن يزالوا كذلك حتى طلع الفجر، فصلى علي عليه السلام بهم صلاة الفجر، ثم سار لوجهه، فجعل وهم يصنعون ذلك منزلا بعد منزل يعبدون الله عز وجل ويرغبون إليه كذلك حتى قدم المدينة (7)، وقد نزل الوحي بما كان من شأنهم قبل قدومهم: " الذين يذكرون الله قياما وقعودا و على جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا " إلى قوله: " فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى (8) " الذكر: علي عليه السلام، والأنثى فاطمة (9)، عليها السلام، " بعضكم من بعض " يقول: علي

(١) أي حلفت.
(٢) في نسخة من المصدر: احبس نفسك.
(٣) افرى الشئ قطعه وشقه.
(٤) ضجنان كسكران: جبل قرب مكة. وجبل آخر بالبادية.
(٥) في المصدر: فلبث.
(٦) في المصدر: طورا يصلون، وطورا يذكرون الله قياما إه‍. وقد سقط تفسير الفواطم عن المصدر.
(٧) في المصدر: ثم سار لوجهه يجوب منزلا بعد منزل لا يفتر عن ذكر الله، والفواطم كذلك وغيرهم ممن صحبه حتى قدموا المدينة.
(٨) آل عمران: ١٩١ - 195.
(9) في نسخة كررت فاطمة ثلاثا. وفى المصدر: الذكر على، والأنثى الفواطم المتقدم ذكرهن وهن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله. وفاطمة بنت أسد، وفاطمة بنت الزبير.
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»
الفهرست