بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ٢٤١
عبيدة: طلبوا الخيرتين كلتيهما، فقتل منهم يوم أحد سبعون.
وفي كتاب علي بن إبراهيم: لما قتل رسول الله صلى الله عليه وآله النضر بن الحارث و عقبة بن أبي معيط خافت الأنصار أن يقتل الأسارى، قالوا: يا رسول الله قتلنا سبعين وهم قومك وأسرتك، أتجذ أصلهم (1)، فخذ يا رسول الله صلى الله عليه وآله منهم الفداء، وقد كانوا أخذوا ما وجدوه من الغنائم في عسكر قريش، فلما طلبوا إليه وسألوه نزلت: " ما كان لنبي أن يكون له أسرى " الآيات، فأطلق لهم ذلك، وكان أكثر الفداء أربعة آلاف درهم، وأقله ألف درهم، فبعثت قريش بالفداء أولا فأولا وبعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وآله من فدى (2) زوجها أبي العاص بن الربيع، و بعثت قلائد لها كانت خديجة جهزتها بها، وكان أبو العاص ابن أخت خديجة، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله تلك القلائد قال: رحم الله خديجة، هذه قلائد هي جهزتها بها فأطلقه رسول الله صلى الله عليه وآله بشرط أن يبعث إليه زينب ولا يمنعها من اللحوق به فعاهده على ذلك ووفى له، وروي أن النبي صلى الله عليه وآله كره أخذ الفداء حتى رأى سعد بن معاذ كراهية ذلك في وجهه، فقال: يا رسول الله هذا أول حرب لقينا فيه المشركين والاثخان في القتل أحب إلينا من استبقاء الرجال، وقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله كذبوك وأخرجوك، فقدمهم واضرب أعناقهم، ومكن عليا من عقيل فيضرب عنقه، ومكني من فلان أضرب عنقه، فإن هؤلاء أئمة الكفر وقال أبو بكر: أهلك وقومك استأن بهم (3) واستبقهم وخذ منهم فدية تكون لنا قوة على الكفار، وقال أبو جعفر الباقر عليه السلام: كان الفداء يوم بدر كل رجل من المشركين بأربعين أوقية، والأوقية أربعون مثقالا إلا العباس فإن فداءه كان مائة أوقية، وكان أخذ منه حين أسر عشرون أوقية ذهبا، فقال النبي: ذلك غنيمة، ففاد نفسك وابني أخيك نوفلا وعقيلا، فقال: ليس معي شئ فقال: أين الذهب الذي

(1) جذ: قطع: كسر.
(2) في المصدر: فبعث زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وآله فداء زوجها.
(3) استأنى في الامر وبه تنظر وترفق.
(٢٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 ... » »»
الفهرست