بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٢٩٥
تتقي شر بأس يوم عصيب * هائل (1) أوجل القلوب وهالا (2) نحو نور من الاله وبرها * ن وبر ونعمة أن تنالا وأمان منه لدى الحشر والنشر * إذ الخلق لا يطيق السؤالا فلك الحوض والشفاعة والكوثر * والفضل إذ ينص السؤالا (3) أنبأ الأولون باسمك فينا * وبأسماء بعده تتسالا (4) قال: فأقبل علي رسول الله (صلى الله عليه وآله) بصفحة وجهه المبارك، شمت منه ضياء لامعا ساطعا كوميض (5) البرق، فقال: يا جارود لقد تأخر بك وبقومك الموعد (6) - وقد كنت وعدته قبل عامي ذلك أن أفد إليه بقومي فلم آته وأتيته في عام الحديبية - فقلت: يا رسول الله بنفسي أنت ما كان إبطائي عنك إلا أن جلة قومي أبطأوا عن إجابتي حتى ساقها الله إليك لما أرادها به من الخير لديك، فأما من تأخر عنه فحظه فات منك، فتلك أعظم حوبة (7) وأكبر عقوبة (8)، فقال سلمان: وكيف عرفته با أخا عبد القيس قبل إتيانه؟ فأقبلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يتلألأ ويشرق وجهه نورا وسرورا، فقلت: يا رسول الله إن قسا كان ينتظر زمانك، ويتوكف إبانك (9)، ويهتف باسمك واسم أبيك وأمك وأسماء

(١) يوم عصيب: شديد الحر. والوهال: الخوف والفزع.
(٢) زاد في المصدر ومقتضب الأثر بيتا:
ونداء لمحشر الناس طرا * وحسابا لمن تمادى ضلالا.
(٣) في المصدر: ومقتضب الأثر هنا بيت:
خصك الله يا ابن آمنة الخير * إذا ما تلت سجال سجالا.
(٤) في المصدر: والمقضب: تتلألأ.
(٥) وميض البرق: لمعانه.
(٦) في نسخة: الوعد.
(٧) الحوبة الاثم.
(٨) في المصدر بعد ذلك: ولو كانوا ممن رآك لما تخلفوا عنك، وكان عنده رجل لا أعرفه، قلت: ومن هو؟ قالوا: هو سلمان الفارسي ذو البرهان العظيم والشأن القديم، فقال سلمان اه‍. أقول قد سقطت من الكنز هنا قطعة طويلة توجد في مقتضب الأثر، راجعه أو راجع ج 15: 243 و 245.
(9) أي ينتظر زمانك ويتفحص عنه. وإبان الشئ بالكسر: أوله وحينه.
(٢٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410