بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ٤١
وبنو عمه وأخوه المطلب إلى يثرب كالأسود طالبي بني النجار.
فلما وصلوا المدينة أشرق بنور رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك الوادي من غرة هاشم (1) حتى دخل جملة البيوت، فلما رآهم أهل يثرب بادروا إليهم مسرعين، وقالوا: من أنتم أيها الناس؟ فما رأينا أحسن منكم جمالا "، ولا سيما صاحب هذا النور الساطع، والضياء اللامع، قال لهم المطلب: نحن أهل بيت الله، وسكان حرم الله، نحن بني لوي بن غالب (2)، وهذا أخونا هاشم بن عبد مناف، وقد جئناكم (3) خاطبين، وفيكم راغبين، وقد علمتم أن أخانا هذا خطبه الملوك والأكابر، فما رغب إلا فيكم، ونحب أن ترشدونا إلى سلمى، وكان أبوها يسمع الخطاب، فقال لهم: مرحبا " بكم، أنتم أرباب الشرف و المفاخر، والعز والماثر، والسادات الكرام، والمطعمون الطعام (4)، ونهاية الجود والاكرام، ولكم عندنا ما تطلبون، غير أن المرأة (5) التي خرجتم لأجلها وجئتم لها طالبين هي ابنتي وقرة عيني، وهي مالكة نفسها (6)، ومع ذلك إنها خرجت بالأمس إلى سوق من أسواقنا مع نساء من قومها يقال لها سوق بني قينقاع، فإن أقمتم عندنا فأنتم في العناية والكلاية، وإن أردتم أن تسيروا إليها ففي الرعاية، ومن الخاطب لها والراغب فيها؟
قالوا: صاحب هذا النور الساطع، والضياء اللامع، سراج بيت الله الحرام، ومصباح الظلام، الموصوف بالجود والاكرام (7) هاشم بن عبد مناف، صاحب رحلة الايلاف، و ذروة الأحقاف، فقال أبوها: بخ بخ لقد علونا وفخرنا بخطبتكم، اعلموا يا من حضر إني

(1) في المصدر بعد قوله: بنى النجار: قال أبو الحسن البكري: (ثم ساروا حتى أشرفوا على يثرب انقدح نور رسول الله صلى الله عليه وآله من غرة هاشم حتى دخل المراقد والبيوت).
(2) في المصدر: بنى كعب بن لوى بن غالب.
(3) في المصدر: قد جئنا إليكم خاطبين.
(4) في المصدر: لأنكم أرباب العلاء والمفاخر، والشرف والمآثر، وكرام عظام، وسادات فخام ومطعمين الطعام.
(5) في المصدر: فلكم ما تحبون، وحصل ما تطلبون، إن المرأة اه‍.
(6) في المصدر: غير أنها مالكة نفسها.
(7) في المصدر: والكرم.
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»
الفهرست