بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ٤٦
فجمع الله بينهما في الطريق، فوقع في قلبها أمر عظيم من محبته، وكان في ذلك الزمان لا تستحي النساء من الرجال، ولا يضرب بينهن (1) حجاب إلى أن بعث محمد صلى الله عليه وآله، و نزل طائفة من اليهود من جهة خيمه هاشم، ولما اجتمعت سلمى بهاشم عرفته بالنور الذي في وجهه، وعرفها أيضا هو، فقالت له: يا هاشم قد أحببتك (2) وأردتك، فإذا كان غدا فاخطبني من أبي، ولا يعز عليك ما يطلب أبي منك، فإن لم تصله يدك ساعدتك عليه، فلما أصبح تأهب هاشم للقاء القوم فتزينوا بزينتهم (3)، وإذا أهل سلمى قد قدموا، فقام من كان في الخيمة إجلالا " لهم، وجلس هاشم وأخوه وبنو عمه في صدر الخيمة فتطاولت القوم إلى هاشم (4)، فابتدأهم المطلب بالكلام، وقال: يا أهل الشرف والاكرام والفضل والانعام، نحن وفد بيت الله الحرام، والمشاعر العظام (5)، وإلينا سعة الاقدام (6)، وأنتم تعلمون شرفنا وسؤددنا، وما قد خصصنا (7) الله به من النور الساطع، والضياء اللامع، ونحن بنو لوي بن غالب، قد انتقل هذا النور إلى عبد مناف، ثم إلى أخينا هاشم، وهو معنا من آدم إلى أن صار إلى هاشم (8)، وقد ساقه الله إليكم، وأقدمه عليكم، فنحن لكريمتكم خاطبون، وفيكم راغبون، ثم أمسك عن الكلام، فقال عمرو أبو سلمى:
لكم التحية والاكرام والإجابة والاعظام، وقد قبلنا خطبتكم، وأجبنا دعوتكم، وأنتم تعرفون عليتنا (9)، ولا يخفى عليكم أحوالنا، ولابد من تقدير المهر كما كان سلفنا و

(1) في المصدر: ولا يضربن عليهن حجابا.
(2) قد أجبتك خ ل.
(3) زاد في المصدر: وأوصى أخاه المطلب أن يكون خطيبا.
(4) في المصدر: إلى هاشم بالأعناق.
(5) في المصدر: وزمزم والمقام. مكان والمشاعر الغطام.
(6) زاد في المصدر: والينا يرد الورى.
(7) خصنا الله خ ل ومثله ما في المصدر.
(8) في المصدر زيادة: يجرى من قنوات طاهرات إلى بطون مطهرة.
(9) العلية بالضم والكسر: بيت منفصل عن الأرض ببيت ونحوه، ويقال: هو من علية قومه وعليتهم وعليهم وعليهم أي من أهل الرفعة والشرف فيهم. وفي هامش نسخة المصنف بخطه:
عليقتنا خ ل.
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»
الفهرست