بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ٣١٢
وجعل يبكى ويقول: يا ذوي الشرف، هذه والله الحاملة بالنبي المختار رسول الله صلى الله عليه وآله، فلما دنت آمنة منه قال لها: ألست حاملة؟ قالت: نعم، فالتفت عند ذلك إلى قريش، وقال الان شهد قلبي، وثبت لبي، وصدقني صاحباي (1)، هذه سيدة نساء العرب والعجم، وهي الحامل بأفضل الأمم، ومبيد كل وثن وصنم، يا ويح العرب منه، قد دنا ظهوره، ولاح نوره، وكأني (2) أرى من يخالفه قتيلا، وفي التراب جديلا (3)، وطوبى لمن صدق منكم بنبوته، وآمن برسالته، ثم طوبى له قد أخذ الأرض، ورجعت له بالأمن طولها والعرض (4)، ثم التفت إلى فاطمة وصاح صيحة، وشهق شهقة، وخر مغشيا " عليه، فلما أفاق من غشيته انتحب وبكى، وقال بأعلى صوته: هذه والله فاطمة بنت أسد، أم الامام الذي يكسر الأصنام (5)، وهو الأمير الذي ليس في عقله طيش، قاتل الشجعان، ومبيد الاقران، الفارس الكمي، والضيغم القوي، المسمى (6) بأمير المؤمنين علي، ابن عم النبي عليهما أفضل الصلاة والسلام، آه ثم آه، كم ترى عيني من بطل مكبوب. وفارس منهوب، فلما سمع قريش كلام سطيح وثبوا عليه بالسيوف ليقتلوه، فمنعهم بنو هاشم وجميع قريش (7)، ونادى أبو جهل لعنه الله: افسحوا لي عن هذا الكاهن، فلابد لنا من قتله حتى نشتفي منه، وإن حلتم دونه لأجعلن لكم الدمار، ولأردنكم البوار (8) فالتفت أبو طالب إليه

(1) صاحبي خ ل م وهو الموجود في المصدر.
(2) في المصدر: يا ويح العرب، من شدة قد دنا أو آن ظهور محمد الأمين، يدعو إلى دين رب العالمين، وكأني اه‍.
(3) هكذا في النسخة، وفي المصدر: جليلا ولعله أظهر، وهو من جلل الشئ، غطاه. وزاد في المصدر: إني أرى أن عزكم يزول، شرفكم يحول، فطوبى اه‍.
(4) في المصدر مكان قوله: ثم طوبى (إلى) والعرض: ثم طوبى له فلقد أخذ بالامر الوثيق، ونجا من كل ضيق.
(5) في المصدر هنا زيادة هي: ويبيد الأوثان.
(6) الموجود في المصدر هكذا: وهو الأمين الذي لافى عقله طيش، يخرب أطلالكم، وييتم أطفالكم، سيفه في رؤوسكم مغمود، وشره عنكم غير مردود، قاتل الشجعان، المسمى بعلى.
(7) في المصدر: واجتمع قريش.
(8) لنعجلن بكم الدمار، ولنوردن عليكم البوار خ ل قلت: والمصدر خال عنه وعما في الصلب.
(٣١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 ... » »»
الفهرست