بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ٣٠٧
وما يجري علينا، فقال سطيح: والدائم الأبد، ورافع السماء بلا عمد، الواحد الأحد، الفرد الصمد، ليبعثن من هذا - وأشار إلى عبد الله - عن قريب الأمد، نبي يهدي إلى الرشد، يدمر كل صنم، ويهلك كل من لها عبد، لا يرفع سيفه عن أحد، يدعو إلى عبادة الله الأحد، يعينه على ذلك معين، هو ابن عمه له قرين، صاحب صولات عظام، وضربات بالحسام، أبوه لاشك هذا - وأشار بيده إلى أبي طالب - فقالوا له: يا شيخ نحب أن تصف لنا هذا النبي، وتبين لنا نعته، فقال: اسمعوا مني كاملا " صحيحا "، سيظهر منكم عن قليل شخص نبيل، وهو رسول الملك الجليل، وإن لسان سطيح عنه (1) لكليل، وهو رجل لا بالقصير اللاصق، ولا بالطويل الشاهق، حسن القامة، مدور الهامة، بين كتفيه علامة، على رأسه عمامة، تقوم له الدعامة (2)، إلى يوم القيامة، ذلك والله سيد تهامة، يزهر وجهه في الدجى، وإذا تبسم أشرقت الأرض بالضياء، أحسن من مشى، وأكرم من نشأ، حلو الكلام، طلق اللسان، نقي زاهد، خاشع عابد، لا متجبر ولا متكبر، إن نطق أصاب، وإن سئل أجاب، طاهر الميلاد، برئ من الفساد، رحمة على العباد، بالنور محفوف، وبالمؤمنين رؤوف، وعلى أصحابه عطوف، اسمه في التوراة والإنجيل معروف، يجير الملهوف، وبالكرامة موصوف، اسمه في السماء أحمد، وفي الأرض محمد صلى الله عليه وآله.
فقال له أبو طالب: يا سطيح هذا الشخص الذي ذكرت أنه يعينه، ويقاربه في حسبه ونسبه انعته لنا كما نعت لنا هذا، فقال: إنه همام، وليث ضرغام، وأسد قمقام، وقائد مقدام، كثير الانتقام، يسقى كأس الحمام، عظيم الجولة، شديد الصولة، كثير الذكر في الملا، يكون لمحمد صلى الله عليه وآله وزيرا "، ويدعى بعد (3) موته أميرا "، اسمه في التوراة برءيا، وفي الإنجيل إليا (4)، وعند قومه عليا، ثم أمسك مليا " كأنه قد سلب عقله، وهو متفكر في أمره (5)، والناس ينظرون إليه، ثم التفت إلى أبي طالب وقال:

(1) عن نعته خ ل، وهو الموجود في المصدر.
(2) تكون له الزعامة خ ل.
(3) قبل خ ل وهو الموجود في المصدر.
(4) أديا خ ل وفي المصدر: اسمه في التوراة: بريا وفي الإنجيل: أريا.
(5) في فعله خ ل وهو الموجود في المصدر.
(٣٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 ... » »»
الفهرست