بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ٣٠١
عقلي قد طار، ولبي قد حار، من أجل هذه الأنوار، وإني أرى أمرا " جليلا، وقد دنا مني الرحيل، بلا شك عن قليل، قالوا له: وكيف ظهر لك ذلك يا سطيح؟ قال: يا ويلكم إني رأيت أنوارا " قد نزلت من السماء إلى الأرض، وأرى الكواكب قد تساقطت إلى الأرض وتهافتت (1)، وإني أظن أن خروج الهاشمي قد دنا، فإن كان الامر كذلك فالسلام على الوطن (2) من أهل الأمصار واليمن، إلى آخر الزمن، فحار غلمانه من كلامه، وأنزلوه، وقد أرق (3) تلك الليلة أرقا "، وأصبح قلقا "، لم يتهنأ برقاد، ولم يوطأ له مهاد، كثير الفكر والسهاد (4)، وجمع قومه وعشيرته وقال لهم: إني أرى أمرا " عظيما "، وخطبا " جسيما "، وقد غاب عني خبره، وخفي علي أثره، وسأبعث إلى جميع إخواني من الكهان، فكتب إلى سائر البلدان، وكتب (5) إلى وشق يخبره (6) عن الحال، وبشرح له المقال، فرد عليه الجواب، قد ظهر عندي بعض الذي ذكرت، وسيظهر نور الذي وصفت، غير أني لا علم لي فيه، ولا أعرف شيئا " من دواعيه، فعند ذلك كتب إلى الزرقاء ملكة اليمن، وكانت من أعظم الكهنة والسحرة (7)، قد ملكت قومها بشرها وسحرها، وكان المجاورون لها آمنين في معايشهم، لا يخافون من عدو، ولا يجزعون من أحد، وكانت حادة البصر، عظيمة الخطر، تنظر من مسيرة ثلاثة أيام، كما ينظر الانسان الذي بين يديه، وإذ أراد أحد من أعدائها الخروج إلى بلدها تخبر قومها، وتقول: احذروا فقد جاءكم عدوكم من جهة كذا وكذا، فيجدون الامر كما ذكرت.
قال أبو الحسن البكري: ولقد بلغني أن أهل اليمامة قتلوا قتيلا من غسان وكان قد قتل منهم رجلا قبل ذلك فبلغ قومه قتله فاجمعوا أن يكبسوا (8) قومها في أربعة آلاف

(1) أي تساقطت.
(2) على الوطن وعلى اليمن خ ل ومثله موجود في المصدر، الا أن فيه: واليمن.
(3) أرق: ذهب عنه النوم في الليل.
(4) الرقاد: النوم. والسهاد: اليقظة والأرق.
(5) في المصدر: فلما أصبح جمع قومه إه‍. وفيه: وإلى سائر البلدان، فكتب اه‍.
(6) يسأله خ ل وهو الموجود في المصدر.
(7) في المصدر هنا زيادة هي: عظيمة الشر، بعيدة الخير.
(8) أي يهجموا عليهم فجأة.
(٣٠١)
مفاتيح البحث: القتل (3)، النوم (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 ... » »»
الفهرست