بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ٣١٦
الفساد (1)، نوره في وجهه يتردد، واسمه محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، كأني به عن قريب يولد، يساعده على ذلك مساعد، ويعاضده معاضد، يقاربه في الحسب، ويدانيه في النسب، مبيد الاقران، ومجدل الشجعان، أسد ضرغام، وسيف قصام، جسور في الغمرات، هزبر في الفلوات، له ساعد قوي، وقلب جرئ، واسمه أمير المؤمنين علي، ثم قالت: آه ثم آه، من يوم سألقاه، وأعظم (2) مصيبتاه ستكون لي قصة عجيبة، ومصيبة وأي مصيبة، فلو أردت النجاة سارعت إلى إجابته، وتركت ما أنا عليه من مكائدته، ولكن أرى خوض البحار، والعرض على النار أيسر من الذل (3) والصغار، ولا أنا شارية (4) بعزي ذلا "، ولا بعلمي جهلا "، ثم أنشأت تقول:
ذوي القبائل والسادات ويحكم * إني أقول مقالا " كالجلاميد لو كنت من هاشم أو عبد مطلب * أو عبد شمس ذوي الفخر الصناديد أو من لوي سراة الناس كلهم * ذوي السماحة والأفضال والجود أو من بني نوفل أو من بني أسد * أو من بني زهرة الغر الأماجيد لكنت أول من يحظى (5) بصاحبكم * إذا جرى ماؤه في يابس العود لكن أرى أجلي قد حان مدته * لما دنا مولد يا خير مولود ثم قالت: هيهات، لا جزع مما هو آت (6)، وخالق الشمس والقمر، ومن إليه مصير البشر، لقد صدقكم سطيح الخبر، فلما سمعوا ما قالت حاروا، ثم نظرت إلى أبي طالب وأخيه عبد الله، وكانت عارفة بعبد الله قبل ذلك، لأنه كان مسافرا " إلى نحو اليمن قبل أن

(1) في المصدر بعده، ويقتل الأعادي، سفاك الدماء، نوره يتجدد، ونور أعدائه يخمد، نوره في وجهه يتردد.
(2) يا أعظم خ ل، وفي المصدر: ومن عظم.
(3) في المصدر: ولكن أرى خوض البحار ونقل الأحجار والتلوح على النار أيسير عن الذل.
(4) مشترية خ ل.
(5) أي أول من ينال منه حظا.
(6) دهر يحول، وميت ومقتول خ م.
(٣١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 ... » »»
الفهرست