بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٨٨
وقيل: بأن يقتلهم " وقلنا من بعده " أي من بعد هلاك فرعون " اسكنوا الأرض " أي أرض مصر والشام " فإذا جاء وعد الآخرة " أي يوم القيامة، أي وعد الكرة الآخرة، وقيل: أراد نزول عيسى " جئنا بكم لفيفا " أي من في القبور إلى الموقف للحساب والجزاء مختلطين، التف بعضكم ببعض لا تتعارفون، ولا ينحاز أحد منكم إلى قبيلته، وقيل: " لفيفا " أي جميعا. (1) " وهل أتاك " هذا ابتداء وإخبار من الله على وجه التحقيق إذ لم يبلغه، فيقول: هل سمعت بخبر فلان؟ وقيل: إنه استفهام تقرير بمعنى الخبر أي وقد أتاك " إذ رأى نارا " قال ابن عباس، كان موسى رجلا غيورا لا يصحب الرفقة لئلا ترى امرأته.
" فلما قضى الأجل " وفارق مدين خرج ومعه غنم له، وكان أهله على أتان وعلى ظهرها جوالق له فيها أثاث البيت فأضل الطريق في ليلة مظلمة سوداء، وتفرقت ماشيته، ولم تنقدح زنده، وامرأته في الطلق، ورأي نارا من بعيد كانت عند الله نورا وعند موسى نارا " فقال " عند ذلك " لأهله " وهي بنت شعيب كان تزوجها بمدين: " امكثوا " أي ألزموا مكانكم " بقبس " أي بشعلة أقتبسها من معظم النار تصطلون بها " أو أجد على النار هدى " أي هاديا يدلني على الطريق، أو علامة أستدل بها عليه، لان النار لا تخلو من أهل لها وناس عندها " فلما أتاها " قال ابن عباس: لما توجه نحو النار فإذا النار (2) في شجرة عناب، فوقف متعجبا من حسن ضوء تلك النار وشدة خضرة تلك الشجرة، فسمع النداء والشجرة " يا موسى إني أنا ربك " قال وهب: نودي من الشجرة:
يا موسى، فأجاب سريعا لا يدري من دعاه فقال: إني أسمع صوتك ولا أرى مكانك، فقال:
أنا فوقك ومعك وأمامك وخلفك وأقرب إليك من نفسك، فعلم أن ذلك لا ينبغي إلا لربه عز وجل وأيقن به، وإنما علم موسى عليه السلام أن هذا النداء من قبل الله سبحانه لمعجز

(1) مجمع البيان 6: 443 - 444. م (2) قال المسعودي في إثبات الوصية: فرأى نارا فأقبل إليها. فلما دنا منها طفرت فصارت من خلفه، فالتفت إليها فصارت عن يمينه، فالتفت إليها فصارت عن يساره، ثم صارت على الشجرة وسمع الكلام، فقال: يا رب هذا الذي أسمعه كلامك؟ قال: نعم.
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435