بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٩٩
يتبعوا السحرة " وقالوا بعزة فرعون " أقسموا بعزته على أن الغلبة لهم لفرط اعتقادهم في أنفسهم وإتيانهم بأقصى ما يكون أن يؤتى به من السحر " ما يأفكون " ما يقلبونه عن وجهه بتمويههم وتزويرهم فيخيلون حبالهم وعصيهم أنها حيات تسعى، أو إفكهم تسمية للمأفوك به مبالغة " إنكم متبعون " يتبعكم فرعون وجنوده، وهو علة الامر بالاسراء أي أسر بهم حتى إذا اتبعكم مصبحين كان لكم تقدم عليهم بحيث لا يدركونكم قبل وصولكم إلى البحر " فأرسل فرعون " حين اخبر بسراهم " في المدائن حاشرين " العساكر ليتبعونهم " إن هؤلاء لشرذمة قليلون " على إرادة القول، وإنما استقلهم وكانوا ستمائة وسبعين ألفا بالإضافة إلى جنوده، إذ روي أنه خرج فكانت مقدمته سبعمائة ألف، والشرذمة:
الطائفة القليلة، وقليلون باعتبار أنهم أسباط، كل سبط منهم قليل " لغائظون " لفاعلون ما يغيظنا " وإنا لجميع حاذرون " وإنا لجمع من عادتنا الحذر، وقيل: الحاذر:
المؤدي للسلاح " ومقام كريم " يعني المنازل الحسنة والمجالس السنية " كذلك " مثل ذلك الاخراج أخرجنا، فهو مصدر، أو مثل ذلك المقام الذي كان لهم، على أنه صفة مقام، أو الامر كذلك فيكون خبر المحذوف " فلما تراء الجمعان " أي تقاربا بحيث يرى كل منهما الآخر " إنا لمدركون " لملحقون " قال كلا " لن يدركوكم فإن الله وعدكم الخلاص منهم " إن معي ربي " بالحفظ والنصرة " سيهدين " طريق النجاة منهم " بعصاك البحر " القلزم أو النيل " فانفلق " أي فضرب فانفلق وصار اثني عشر فرقا بينها مسالك " كالطود العظيم " كالجبل المنيف الثابت في مقره " وأزلفنا " وقربنا " ثم الآخرين " فرعون وقومه حتى دخلوا على أثرهم مداخلهم. (1) " إذ قال موسى " قال الطبرسي: أي اذكر قصة موسى " إذ قال لأهله " وهي بنت شعيب: " إني آنست (2) " أي أبصرت نارا " بشهاب قبس " أي بشعلة نار، والشهاب:
نور كالعمود من النار، وكل نور يمتد مثل العمود يسمى شهابا، وإنما قال لامرأته:

(1) أنوار التنزيل 2: 68 - 69. م (2) قال السيد الرضى رضوان الله عليه: هذه استعارة على القلب، والمراد بها إني رأيت نارا فآنستني، فنقل فعل الايناس إلى نفسه على معنى أنى وجدت النار مؤنسة لي.
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435