بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٩٠
أخفيها: أظهرها، ودخلت " أكاد " تأكيدا، أي أوشك أن أقيمها " بما تسعى " أي بما تعمل من خير وشر " فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها " أي لا يصرفنك عن الصلاة من لا يؤمن بالساعة، أو لا يمنعنك عن الايمان بالساعة من لا يؤمن بها، وقيل: عن العبادة ودعاء الناس إليها، وقيل: عن هذه الخصال " واتبع هواه " الهوى: ميل النفس إلى الشئ " فتردى " أي فتهلك. (1) " وما تلك بيمينك " سأله عما في يده من العصا " أتوكؤ عليها " أي أعتمد عليها إذا مشيت " وأهش بها على غنمي " أي وأخبط (2) بها ورق الشجر لترعاه غنمي " ولي فيها مآرب أخرى " أي حاجات اخر، قال ابن عباس: كان يحمل عليها زاده، ويركزها فيخرج منها الماء، ويضرب بها الأرض فيخرج ما يأكل، وكان يطرد بها السباع، وإذا ظهر عدو حاربت، وإذا أراد الاستقاء من بئر طالت وصارت شعبتاها كالدلو، وكان يظهر عليها كالشمعة فيضئ له الليل، وكانت تحرسه وتؤنسه، وإذا طالت شجرة حناها (3) بمحجنها " فإذا هي حية تسعى " أي تمشي بسرعة، وقيل: صارت حية صفراء لها عرف كعرف الفرس، وجعلت تتورم حتى صارت ثعبانا وهي أكبر الحيات، عن ابن عباس، وقيل:
إنه ألقاها فحانت منه نظرة فإذا هي بأعظم ثعبان نظر إليه الناظرون، يمر بالصخرة مثل الخلفة (4) من الإبل فيلقمها، ويطعن أنيابه في أصل الشجرة العظيمة فيجتثها، وعيناه تتوقدان نارا، وقد عاد المحجن عنقا فيه شعر مثل النيازك، فلما عاين ذلك ولى مدبرا ولم يعقب ثم ذكر ربه فوقف استحياء منه ثم نودي: " يا موسى " ارجع إلى حيث كنت، فرجع وهو شديد الخوف " قال خذها " بيمينك " ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى " أي إلى الحالة الأولى عصا، وعلى موسى يومئذ مدرعة من صوف قد خلها بخلال، فلما أمره سبحانه بأخذها أدلى طرف المدرعة على يده فقال: مالك يا موسى؟ أرأيت لو أذن الله بما تحاذر أكانت المدرعة تغني عنك شيئا؟ قال: لا ولكني ضعيف ومن ضعف خلقت، وكشف عن

(1) مجمع البيان 7: 5 - 6. م (2) خبط الشجرة: شدها ثم نفض ورقها.
(3) أي عطفها. والمحجن: العصا المنعطفة الرأس، أو كل معطوف الرأس على الاطلاق.
(4) الخلفة بكسر اللام: الحامل من النوق. منه رحمه الله.
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435