بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٨٦
بالطمس على الأموال تغييرها عن جهتها إلى جهة لا ينتفع بها. قال عامة أهل التفسير:
صارت جميع أموالهم حجارة حتى السكر والفانيذ (1) " واشدد على قلوبهم " أي ثبتهم على المقام ببلدهم بعد إهلاك أموالهم فيكون ذلك أشد عليهم، وقيل: أي أمتهم وأهلكهم بعد سلب أموالهم، وقيل: إنه عبارة عن الخذلان والطبع " فلا يؤمنوا " يحتمل النصب والجزم فأما النصب فعلى جواب صيغة الامر بالفاء، أو بالعطف على " ليضلوا " وما بينهما اعتراض وأما الجزم فعلى وجه الدعاء عليهم، وقيل: إن معناه: فلا يؤمنون إيمان اختيار أصلا " قد أجيبت دعوتكما " قال ابن جريح: مكث فرعون بعد هذا الدعاء أربعين سنة، وروي ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام " فاستقيما " أي فأثبتا على ما أمرتما به من دعاء الناس إلى الايمان " بغيا وعدوا " أي ليبغوا عليهم ويظلموهم " قال آمنت " كان ذلك إيمان إلجاء لا يستحق به الثواب فلم ينفعه " الآن " أي قيل له: الآن آمنت حين لم ينفع الايمان وقد عصيت بترك الايمان في حال ينفعك؟ فهلا آمنت قبل ذلك؟! " وكنت من المفسدين " في الأرض، والقائل جبرئيل أو هو الله تعالى " فاليوم ننجيك ببدنك " قال أكثر المفسرين:
معناه: لما أغرق الله تعالى فرعون وقومه أنكر بعض بني إسرائيل غرق فرعون وقالوا:
هو أعظم شأنا من أن يغرق، فأخرجه الله حتى رأوه، فذلك قوله: " فاليوم ننجيك " أي نلقيك على نجوة من الأرض، وهي المكان المرتفع بجسدك من غير روح، وذلك أنه طفا (2) عريانا، وقيل: معناه: نخلصك من البحر وأنت ميت، والبدن: الدرع، قال ابن عباس: كانت عليه درع من ذهب يعرف بها، فالمعنى: نرفعك فوق الماء بدرعك المشهورة ليعرفوك بها " لتكون لمن خلفك آية " أي نكالا " مبوأ صدق " أي مكناهم مكانا محمودا وهو بيت المقدس والشام، وقال الحسن: يريد به مصر، وذلك أن موسى عبر ببني إسرائيل البحر ثانيا، ورجع إلى مصر وتبوأ مساكن آل فرعون " فما اختلفوا حتى جاءهم العلم " أي اليهود ما اختلفوا في تصديق محمد صلى الله عليه وآله حتى جاءهم العلم وهو القرآن، أو العلم بحقيته، أو ما اختلف بنو إسرائيل إلا بعدما جاءهم الحق على يد موسى وهارون، فإنهم

(١) قال الفيومي في المصباح: الفانيذ: نوع من الحلواء يعمل من القند والنشا، وكأنها كلمة أعجمية لفقد فاعيل في كلام العرب.
(2) أي علا فوق الماء.
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435