بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٨٤
عنا العذاب، أو بما عهد عندك من النبوة، فالباء للقسم " إلى أجل هم بالغوه " يعني الأجل الذي غرقهم الله فيه " إذا هم ينكثون " أي ينقضون العهد " فانتقمنا منهم " أي فجازيناهم على سوء صنيعهم " في اليم " أي البحر " وكانوا عنها غافلين " أي عن نزول العذاب بهم، أو المعنى أنا عاقبناهم بتكذيبهم وتعرضهم لأسباب الغفلة وعملهم عمل الغافل عنها.
" وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون " يعني بني إسرائيل، فإن القبط كانوا يستضعفونهم، فأورثهم الله بأن مكنهم وحكم لهم بالتصرف بعد إهلاك فرعون وقومه، فكأنهم ورثوا منهم " مشارق الأرض ومغاربها " التي كانوا فيها، يعني جهات الشرق و الغرب منها، يريد به ملك فرعون من أدناه إلى أقصاه، وقيل: هي أرض الشام ومصر، وقيل: هي أرض الشام شرقها وغربها، وقيل: أرض مصر. قال الزجاج: كان من بني إسرائيل داود وسليمان ملكوا الأرض " التي باركنا فيها " بإخراج الزروع والثمار و سائر صنوف النبات والأشجار والعيون والأنهار وضروب المنافع " وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل " أي صح كلام ربك بإنجاز الوعد بإهلاك عدوهم واستخلافهم في الأرض، وقيل: وعد الجنة بما صبروا على أذى فرعون وقومه " ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه " أي أهلكنا ما كانوا يبنون من الأبنية والقصور والديار " وما كانوا يعرشون " من الأشجار والأعناب والثمار، أو يسقفون من القصور والبيوت. (1) " فلما جاءهم الحق من عندنا " أي ما أتى به من المعجزات والبراهين " أتقولون للحق لما جاءكم " أي إنه لسحر، فاستأنف إنكارا وقال: " أسحر هذا ولا يفلح الساحرون " أي لا يظفرون بحجة " لتلفتنا " أي لتصرفنا " وتكون لكما الكبرياء " أي الملك والعظمة والسلطان " في الأرض " أي في أرض مصر، أو الأعم " بكل ساحر " إنما فعل ذلك للجهل بأن ما أتى به موسى عليه السلام من عند الله وليس بسحر، وبعد ذلك علم فعاند، وقيل:
علم أنه ليس سحر ولكنه ظن أن السحر يقاريه مقاربة تشبيه " ويحق الله الحق " أي يظهره ويثبته وينصر أهله " بكلماته " أي بمواعيده، وقيل: بكلامه الذي يتبين به

(1) مجمع البيان 4: 460 - 471. م
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435