بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٩٣
هناك إذ أمرتها أمها أن تتبع التابوت، فقالت: إني آتي بامرأة ترضعه، وذلك قوله تعالى: " هل أدلكم على من يكفله " فقالوا: نعم، فجاءت بالأم، فقبل ثديها فذلك قوله تعالى: " فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها " برؤيتك " ولا تحزن " من خوف قتلك أو غرقك، وذلك أنها حملته إلى بيتها آمنة مطمئنة، قد جعل لها فرعون أجرة على الرضاع " وقتلت نفسا " أي القبطي الكافر الذي استغاثه عليه الإسرائيلي " فنجيناك من الغم " أي من غم القتل وكربه، لأنه خاف أن يقتصوا منه بالقبطي " وفتناك فتونا " أي اختبرناك اختبارا حتى خلصت للاصطفاء بالرسالة، أو خلصناك من محنة بعد محنة " فلبثت سنين في أهل مدين " أي حين كنت راعيا لشعيب " على قدر " أي في الوقت الذي قدر لارسالك نبيا " واصطنعتك لنفسي " أي لوحيي ورسالتي، أي اخترتك واتخذتك صنيعتي، وأخلصتك لتنصرف على إرادتي ومحبتي " بآياتي " أي بحججي ودلالاتي، وقيل: بالآيات التسع " ولا تنيا في ذكري " أي ولا تضعفا ولا تفترا في رسالتي " فقولا له قولا لينا " أي ارفقا به في الدعاء والقول ولا تغلظا له، أو كنياه، وكنيته أبو الوليد، وقيل: أبو العباس، وقيل أبو مرة. وقيل: القول اللين هو " هل لك إلى أن تزكى * وأهديك إلى ربك فتخشى " وقيل: هو أن موسى أتاه فقال له: تسلم وتؤمن برب العالمين على أن لك شبابك ولا تهرم، وتكون ملكا لا ينزع الملك منك حتى تموت، ولا تنزع منك لذة الطعام والشراب والجماع حتى تموت، فإذا مت دخلت الجنة، فأعجبه ذلك، وكان لا يقطع أمرا دون هامان، وكان غائبا، فلما قدم هامان أخبره بالذي دعاه إليه وأنه يريد أن يقبل منه، فقال هامان: قد كنت أرى أن لك عقلا ورأيا، بينا أنت رب تريد أن تكون مربوبا؟!
وبينا أنت تعبد تريد أن تعبد؟! فقلبه عن رأيه " لعله يتذكر أو يخشى " أي ادعواه على الرجاء والطمع لا على اليأس من فلاحه " أن يفرط علينا " أن يتقدم فينا بعذاب ويعجل علينا ويبادر إلى قتلنا قبل أن يتأمل حجتنا " أو أن يطغى " أي يتجاوز الحد في الإساءة بنا " إنني معكما " بالنصرة والحفظ " أسمع " ما يسأله منكما فألهمكما جوابه " وأرى " ما يقصدكما به فأدفعه عنكما.
" فأرسل معنا بني إسرائيل " أي أطلقهم وأعتقهم من الاستعباد " ولا تعذبهم "
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435