بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٢٧
فهلبها أي قلعها، فهم فرعون بقتله، فقالت امرأته: غلام حدث لا يدري ما يقول، وقد لطمته بلطمتك إياه، فقال فرعون: بل يدري، فقالت له: ضع بين يديك تمرا وجمرا، فإن ميز بينهما (1) فهو الذي تقول، فوضع بين يديه تمرا وجمرا فقال له: (2) كل، فمد يده إلى التمر فجاء جبرئيل فصرفها إلى الجمر في فيه فاحترق لسانه (3) فصاح وبكى، فقالت آسية لفرعون: ألم أقل لك أنه لا يعقل؟ فعفى عنه.
قال الراوي: فقلت لأبي جعفر عليه السلام: فكم مكث موسى غائبا عن أمه حتى رده الله عليها؟ قال: ثلاثة أيام، فقلت: وكان هارون أخا موسى لأبيه وأمه؟ قال: نعم، أما تسمع الله يقول: " يا بن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي " فقلت: فأيهما كان أكبر سنا؟ قال:
هارون، فقلت: وكان الوحي ينزل عليهما جميعا؟ قال: كان الوحي ينزل على موسى، وموسى يوحيه إلى هارون، فقلت له: أخبرني عن الاحكام والقضاء والأمر والنهي، أكان ذلك إليهما؟ قال: كان موسى الذي يناجي ربه ويكتب العلم، (4) ويقضي بين بني إسرائيل وهارون يخلفه إذا غاب عن قومه للمناجاة، قلت: فأيهما مات قبل صاحبه؟ قال: مات هارون قبل موسى عليه السلام وماتا جميعا في التيه، قلت: وكان لموسى ولد؟ قال: لا، كان الولد لهارون والذرية له.
قال: فلم يزل موسى عند فرعون في أكرم كرامة حتى بلغ مبلغ الرجال، وكان ينكر عليه ما يتكلم به موسى من التوحيد حتى هم به فخرج موسى من عنده ودخل المدينة فإذا رجلان يقتتلان: أحدهما يقول بقول موسى، والآخر يقول؟ قول فرعون، فاستغاثه الذي هو من شيعته، فجاء موسى فوكز صاحبه (5) فقضى عليه وتوارى في المدينة، فلما كان من الغد جاء آخر فتشبث بذلك الرجل الذي يقول بقول موسى، فاستغاث بموسى، فلما

(1) في نسخة: فان ميز بين التمر والجمر.
(2) في نسخة: وقال له: وفى المصدر: فقالت له.
(3) في نسخة: فأخذ الجمر حتى أخذها ووضعها في فمه فشوت يده وأحرقت لسانه.
(4) في المصدر: ويكتب هارون العلم. م (5) في نسخة: فجاء موسى فوكز صاحب فرعون.
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435