بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٢٦
وجاعلوه من المرسلين، فوضعته في التابوت وأطبقت عليه وألقته في النيل، وكان لفرعون قصر على شط النيل متنزه (1) فنظر من قصره - ومعه آسية امرأته - إلى سواد في النيل ترفعه الأمواج وتضربه الرياح حتى جاءت به على باب قصر فرعون، فأمر فرعون بأخذه فاخذ التابوت ورفع إليه فلما فتحه وجد فيه صبيا، فقال: هذا إسرائيلي، فألقى الله في قلب فرعون لموسى محبة شديدة وكذلك في قلب آسية، وأراد أن يقتله (2) فقالت آسية: " لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا " وهم لا يشعرون أنه موسى ولم يكن لفرعون ولد، فقال: التمسوا له (3) ظئرا تربيه، فجاؤوا بعدة نساء قد قتل أولادهن فلم يشرب لبن أحد من النساء، وهو قول الله: " وحرمنا عليه المراضع من قبل " وبلغ أمه أن فرعون قد أخذه فحزنت وبكت كما قال الله: " وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به " يعني كادت أن تخبرهم بخبره، أو تموت ثم ضبطت نفسها، فكانت كما قال: " لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين " ثم قالت لأخت موسى:
قصيه، أي اتبعيه، فجاءت أخته إليه فبصرت به عن جنب، أي عن بعد وهم لا يشعرون، فلما لم يقبل موسى بأخذ ثدي أحد من النساء اغتم فرعون غما شديدا فقالت أخته:
" هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون " فقالوا: نعم، فجاءت بأمه، فلما أخذته في حجرها وألقمته ثديها التقمه وشرب ففرح فرعون وأهله وأكرموا أمه فقالوا لها: ربيه لنا فإنا نفعل بك ونفعل (4) وذلك قول الله: " فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون " وكان فرعون يقتل أولاد بني إسرائيل كل ما يلدون، ويربي موسى ويكرمه، ولا يعلم أن هلاكه على يده، فلما درج (5) موسى كان يوما عند فرعون فعطس موسى فقال: " الحمد لله رب العالمين " فأنكر فرعون ذلك عليه ولطمه وقال: ما هذا الذي تقول؟ فوثب موسى على لحيته وكان طويل اللحية

(1) في نسخة: وكان لفرعون قصور على شط النيل متنزهات.
(2) في نسخة: وأراد فرعون أن يقتله.
(3) في نسخة: فقالت، وفى المصدر: فقال: ائتوا له اه‍ والظئر: المرضعة.
(4) في المصدر: فانا نفعل بك ما نفعل.
(5) درج الصبي: مشى.
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435