تلك السنة من نتاج غنمه كل أدرع (1) وإنما نتجت كلها درعاء.
وروى الحسين بن سعيد، عن صفوان بن يحيى، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سئل أيتهما التي قالت: " إن أبي يدعوك "؟ قال: التي تزوج بها، قيل: فأي الأجلين قضى؟ قال:
أوفاهما وأبعدهما عشر سنين، قيل: فدخل بها قبل أن يمضي الشرط أو بعد انقضائه؟
قال: قبل أن ينقضي، قيل له: فالرجل يتزوج المرأة ويشترط لأبيها إجارة شهرين أيجوز ذلك؟ قال: إن موسى عليه السلام علم أنه سيتم له شرطه، قيل: كيف؟ قال: إنه علم أنه سيبقى حتى يفي.
" قال " موسى " ذلك بيني وبينك " أي ذلك الذي شرطت علي فلك، وما شرطت لي من تزويج إحداهما فلي وتم الكلام، ثم قال: " أيما الأجلين " من الثماني والعشر " قضيت " أي أتممت وفرغت منه " فلا عدوان علي " أي فلا ظلم علي بأن أكلف أكثر منها " والله على ما نقول وكيل " أي شهيد فيما بيني وبينك " فلما قضى موسى الأجل " أي أوفاهما، وروى الواحدي بإسناده عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا سئلت أي الأجلين قضى موسى؟ فقل: خيرهما وأبرهما، وإذا سئل (2) أي المرأتين تزوج؟ فقل:
الصغرى منهما وهي التي جاءت فقال: " يا أبت استأجره ".
وقال وهب: تزوج الكبرى منهما، وفي الكلام حذف وهو: فلما قضى موسى الأجل وتسلم زوجته ثم توجه نحو الشام وسار بأهله " آنس من جانب الطور نارا " وقيل: إنه لما زوجها منه أمر الشيخ أن يعطى موسى عصا يدفع السباع عن غنمه بها فاعطي العصا، وقيل: خرج آدم بالعصا من الجنة فأخذها جبرئيل عليه السلام بعد موت آدم وكانت معه حتى لقي بن موسى عليه السلام ليلا فدفعها إليه، وقيل: لم تزل الأنبياء يتوارثونها حتى وصلت إلى شعيب عليه السلام فأعطاها موسى وكانت عصي الأنبياء عنده.
وروى عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كانت عصا موسى قضيب آس من الجنة أتاه به جبرئيل لما توجه تلقاء مدين.