بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ١٦
يظهر لبنها، فكانت القوابل لا يعرضن لها، فلما كانت الليلة التي ولد فيها موسى ولدته أمه ولا رقيب عليها ولا قابلة ولم يطلع عليها أحد إلا أخته مريم، وأوحى الله تعالى إليها " أن أرضعيه " الآية، قال: وكتمته أمه ثلاثة أشهر ترضعه في حجرها لا يبكي ولا يتحرك، فلما خافت عليه عملت له تابوتا مطبقا ومهدت له فيه ثم ألقته في البحر ليلا كما أمرها الله تعالى.
" فالتقطه آل فرعون " أي أصابوه وأخذوه من غير طلب " ليكون لهم عدوا وحزنا " أي ليكون لهم في عاقبة أمره كذلك، لا أنهم أخذوه لذلك، وكانت القصة في ذلك أن النيل جاء بالتابوت إلى موضع فيه فرعون وامرأته على شط النيل، فأمر فرعون به وفتحت آسية بنت مزاحم بابه، فلما نظرت إليه ألقى الله في قلبها محبة موسى، وكانت آسية بنت مزاحم امرأة من بني إسرائيل استنكحها فرعون، وهي من خيار النساء، ومن بنات الأنبياء، (1) وكانت اما للمؤمنين ترحمهم وتتصدق عليهم يدخلون عليها، فلما نظر فرعون إلى موسى غاظه ذلك فقال: كيف أخطأ هذا الغلام الذبح؟! قالت آسية وهي قاعدة إلى جنبه: هذا الوليد أكبر من ابن سنة، وإنما أمرت أن تذبح الولدان لهذه السنة فدعه يكن قرة عين لي ولك، وإنما قالت ذلك لأنه لم يكن له ولد فأطمعته في الولد " وهم لا يشعرون " أن هلاكهم على يديه " فارغا " أي خاليا من ذكر كل شئ إلا من ذكر موسى، أو من الحزن سكونا إلى ما وعدها الله به، أو من الوحي الذي أوحي إليها بنسيانها " إن كادت لتبدي به " أي أنها كادت تبدي بذكر موسى فتقول: يا ابناه من شدة الوجد، أوهمت بأن تقول أنها أمه لما رأته عند دعاء فرعون إياها للارضاع لشدة سرورها به " وقالت " أي أم موسى " لأخته " أي أخت موسى واسمها كليمة (3) " قصيه "

(1) قال الثعلبي في العرائس: قد استنكح فرعون من بني إسرائيل امرأة يقال لها آسية بنت مزاحم، وبقال: هي آسية بنت مزاحم بن عبيد بن الريان بن الوليد فرعون يوسف الأول، ونص الطبري أيضا انها كانت من بني إسرائيل وكانت من خيار النساء المعدودات، ويأتي في الخبر التاسع أيضا ذلك.
(2) في نسخة: كلهمة، وفى المصدر: كلثمة، وتقدم قبل ذلك أن أخته تسمى مريم، ولعلها أخت أخرى.
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435