بيان: قال البيضاوي: " أسفا " أي حزينا بما فعلوا " وعدا حسنا " بأن يعطيكم التوراة فيها هدى ونور " أفطال عليكم العهد " أي الزمان، يعني زمان مفارقته لهم " فأخلفتم موعدي " وعدكم إياي بالثبات على الايمان بالله، والقيام على ما أمرتكم به، وقيل: هو من أخلفت وعده: إذا وجدت الخلف فيه، أي أفوجدتم الخلف في وعدي لكم بالعود بعد الأربعين " بملكنا " أي بأن ملكنا أمرنا، إذ لو خلينا وأمرنا ولم يسول لنا السامري لما أخلفناه " أوزارا من زينة القوم " أحمالا من حلي القبط التي استعرناها منهم حين هممنا بالخروج من مصر باسم العرس، وقيل: استعاروا لعيد كان لهم ثم لم يردوا عند الخروج مخافة أن يعلموا به، وقيل: ما ألقاه البحر (1) على الساحل بعد إغراقهم فأخذوه " فقذفناها " أي في النار " فكذلك ألقى السامري " أي ما كان معه منها، روي أنهم لما حسبوا أن العدة قد كملت قال لهم السامري: إنما أخلف موسى ميعادكم لما معكم من حلي القوم، وهو حرام عليكم فالرأي أن نحفر له حفيرة ونسجر فيها نارا ونقذف كل ما معنا فيها ففعلوا. انتهى. (2) أقول: يمكن أن يكون قوله: (التراب الذي) (3) تفسيرا لقوله: " فكذلك ألقى السامري " وإن لم يذكر، وهكذا فسر في عيون التفاسير.
ثم قال البيضاوي: " فأخرج لهم عجلا جسدا " من تلك الحلي المذابة " له خوار " صوت العجل " فقالوا " يعني السامري ومن افتتن به: " هذا إلهكم وإله موسى فنسي " أي فنسيه موسى وذهب يطلبه عند الطور، أو فنسي السامري، أي ترك ما كان عليه من إظهار الايمان " إنما فتنتم به " أي بالعجل " عليه " أي على العجل وعبادته " عاكفين " مقيمين " أن لا تتبعن " أي أن تتبعني في الغضب لله والمقابلة مع من كفر به، أو أن تأتي عقبي و تلحقني و " لا " مزيدة " أفعصيت أمري " بالصلابة في الدين والمحاماة عليه " قال يبنؤم " خص الام استعطافا وترقيقا، وقيل: لأنه كان أخاه من الام، والجمهور على أنهما من أب وأم " لا تأخذ بليحتي ولا برأسي " أي بشعر رأسي، قبض عليهما يجره إليه من شدة