بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٢١١
بيان: قال البيضاوي: " أسفا " أي حزينا بما فعلوا " وعدا حسنا " بأن يعطيكم التوراة فيها هدى ونور " أفطال عليكم العهد " أي الزمان، يعني زمان مفارقته لهم " فأخلفتم موعدي " وعدكم إياي بالثبات على الايمان بالله، والقيام على ما أمرتكم به، وقيل: هو من أخلفت وعده: إذا وجدت الخلف فيه، أي أفوجدتم الخلف في وعدي لكم بالعود بعد الأربعين " بملكنا " أي بأن ملكنا أمرنا، إذ لو خلينا وأمرنا ولم يسول لنا السامري لما أخلفناه " أوزارا من زينة القوم " أحمالا من حلي القبط التي استعرناها منهم حين هممنا بالخروج من مصر باسم العرس، وقيل: استعاروا لعيد كان لهم ثم لم يردوا عند الخروج مخافة أن يعلموا به، وقيل: ما ألقاه البحر (1) على الساحل بعد إغراقهم فأخذوه " فقذفناها " أي في النار " فكذلك ألقى السامري " أي ما كان معه منها، روي أنهم لما حسبوا أن العدة قد كملت قال لهم السامري: إنما أخلف موسى ميعادكم لما معكم من حلي القوم، وهو حرام عليكم فالرأي أن نحفر له حفيرة ونسجر فيها نارا ونقذف كل ما معنا فيها ففعلوا. انتهى. (2) أقول: يمكن أن يكون قوله: (التراب الذي) (3) تفسيرا لقوله: " فكذلك ألقى السامري " وإن لم يذكر، وهكذا فسر في عيون التفاسير.
ثم قال البيضاوي: " فأخرج لهم عجلا جسدا " من تلك الحلي المذابة " له خوار " صوت العجل " فقالوا " يعني السامري ومن افتتن به: " هذا إلهكم وإله موسى فنسي " أي فنسيه موسى وذهب يطلبه عند الطور، أو فنسي السامري، أي ترك ما كان عليه من إظهار الايمان " إنما فتنتم به " أي بالعجل " عليه " أي على العجل وعبادته " عاكفين " مقيمين " أن لا تتبعن " أي أن تتبعني في الغضب لله والمقابلة مع من كفر به، أو أن تأتي عقبي و تلحقني و " لا " مزيدة " أفعصيت أمري " بالصلابة في الدين والمحاماة عليه " قال يبنؤم " خص الام استعطافا وترقيقا، وقيل: لأنه كان أخاه من الام، والجمهور على أنهما من أب وأم " لا تأخذ بليحتي ولا برأسي " أي بشعر رأسي، قبض عليهما يجره إليه من شدة

(1) في المصدر: قيل: هي ما ألقاه البحر.
(2) أنوار التنزيل 2: 65 - 66.
(3) الواقع في كلام القمي.
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435