بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٢٠٦
وقلقلوا ورجفوا حتى كادت تبين منه مفاصلهم وتنقض ظهورهم، فلما رأى موسى ذلك رحمهم وخاف عليهم الموت، واشتد عليه فقدهم، وكانوا وزراءه على الخير، سامعين له مطيعين، فعند ذلك دعا وبكى وناشد ربه فكشف الله عنهم تلك الرجفة والرعدة، فسكنوا واطمأنوا وسمعوا كلام ربهم " قال " أي موسى: " رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي " أي لو شئت أهلكت هؤلاء السبعين من قبل هذا الموقف وأهلكتني معهم، فالآن ماذا أقول لبني إسرائيل إذا رجعت إليهم؟ " أتهلكنا بما فعل السفهاء منا " معناه النفي وإن كان بصورة الانكار، والمعنى أنك لا تهلكنا بما فعل السفهاء منا، فبهذا نسألك رفع المحنة بالاهلاك عنا، وما فعله السفهاء هو عبادة العجل، ظن موسى أنهم أهلكوا لأجل عبادة بني إسرائيل العجل، وقيل: هو سؤال الرؤية " إن هي إلا فتنتك " أي إن الرجفة إلا اختبارك وابتلاؤك ومحنتك، أي تشديدك التعبد والتكليف علينا بالصبر على ما أنزلته بنا، وقيل: المراد: إن هي إلا عذابك " تضل بها من تشاء " أي تهلك بهذه الرجفة من تشاء " وتهدي من تشاء " أي تنجي، وقيل: تضل بترك الصبر على فتنتك وترك الرضى بها من تشاء عن نيل ثوابك ودخول جنتك، وتهدي بالرضى بها والصبر عليها من تشاء " أنت ولينا " أي ناصرنا والأولى بنا تحوطنا وتحفظنا " في هذه الدنيا حسنة " أي نعمة، وقيل: الثناء الجميل، وقيل: التوفيق للأعمال الصالحة " وفي الآخرة " أي حسنة أيضا، وهي الرفعة والمغفرة والرحمة والجنة " فسأكتبها " أي فسأوجب رحمتي، وهذه بشارة ببعثة نبينا صلى الله عليه وآله (1) " وإذ نتقنا الجبل " أي قلعناه من أصله فرفعناه فوق بني إسرائيل، وكان عسكر موسى فرسخا في فرسخ فرفع الله الجبل فوق جميعهم " كأنه ظلة " أي غمامة أو سقيفة " وظنوا أنه واقع بهم " أي علموا أو الظن بمعناه " خذوا " أي وقلنا لهم: خذوا. (2) " وواعدناكم جانب الطور الأيمن " هو أن الله وعد موسى بعد أن أغرق فرعون ليأتي جانب الطور الأيمن فيؤتيه التوراة " ولا تطغوا فيه " أي ولا تتعدوا فيه فتأكلوه

(1) مجمع البيان 4: 484 و 485 و 486 وفيه: فسأوجب رحمتي للذين يتقون الشرك أي يجتنبونه، وقيل يجتنبون الكبائر والمعاصي. وقوله: هذه بشارة اه‍ لم نجده في المصدر. م (2) مجمع البيان 4: 496.
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435