بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٢١٤
والقصص، فلما أنزل الله عليه التوراة وكلمه قال: " رب أرني أنظر إليك " (1) فأوحى الله إليه: " لن تراني " أي لا تقدر على ذلك " ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني " قال: فرفع الله الحجاب ونظر إلى الجبل فساخ الجبل (2) في البحر فهو يهوي حتى الساعة، ونزلت الملائكة وفتحت أبواب السماء، فأوحى الله إلى الملائكة: أدركوا موسى لا يهرب، فنزلت الملائكة وأحاطت بموسى وقالوا: أثبت يا ابن عمران فقد سألت عظيما، فلما نزل موسى إلى الجبل قد ساخ والملائكة قد نزلت وقع على وجهه فمات (3) من خشية الله وهول ما رأى فرد الله عليه روحه فرفع رأسه وأفاق وقال: " سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين " أي أول من صدق أنك لا ترى، فقال الله له: " يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين " فناداه جبرئيل: يا موسى أنا أخوك جبرئيل.
وقوله: " وكتبنا له في الألواح من كل شئ موعظة وتفصيلا " أي كل شئ موعظة أنه مخلوق. وقوله: " فخذها بقوة " أي قوة القلب " وأمر قومك يأخذوا بأحسنها " أي بأحسن ما فيها من الاحكام. وقوله: " سأريكم دار الفاسقين " أي يجيئكم (4) قوم فساق تكون الدولة لهم. قوله: " سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق " يعني أصرف القرآن عن الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق " وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا " قال: إذا رأوا الايمان والصدق والوفاء والعمل الصالح لا يتخذوه سبيلا، وإن يروا الشرك والزنا والمعاصي يأخذوا بها ويعملوا بها. وقوله: " والذين كذبوا بآياتنا " الآية، فإنه محكم. قوله: " هذا إلهكم وإله موسى

(١) الظاهر مما تقدم ويأتي من التفاسير والاخبار بل القرآن العظيم وما تقدم من عصمة الأنبياء أنه عليه السلام سأل الله تعالى ذلك لقومه حيث قالوا: " لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة " فما يتراءى من ظاهر كلامه رحمه الله أنه سأله لنفسه غير صحيح أو غير مقصود.
(2) أي غاص فيه.
(3) الظاهر من الكتاب العزيز أنه غشى عليه ولم يمت حيث قال الله تعالى: وخر موسى صعقا، فلما افاق قال سبحانك.
(4) في نسخة: سيجيئكم، وفى المصدر: يحييكم.
(٢١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435