بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٢٠٠
وأجمع المفسرون إلا شرذمة يسيرة أن الله تعالى لم يكن أمات موسى عليه السلام كما أمات قومه، ولكن غشي عليه بدلالة قوله تعالى: " فلما أفاق " واستدل بها على جواز الرجعة. (1) " وإذ أخذنا ميثاقكم " باتباع موسى والعمل بالتوراة " ورفعنا فوقكم الطور " قال أبو زيد: هذا حين رجع موسى من الطور فأتى بالألواح فقال لقومه: جئتكم بالألواح، وفيها التوراة والحلال والحرام فاعملوا بها، قالوا: ومن يقبل قولك؟ فأرسل الله الملائكة حتى نتقوا الجبل (2) فوق رؤوسهم، فقال موسى عليه السلام: إن قبلتم ما أتيتكم به وإلا ارسل الجبل عليكم، فأخذوا التوراة وسجدوا لله تعالى ملاحظين إلى الجبل، فمن ثم يسجد اليهود على أحد شقي وجوههم. قيل: وهذا هو معنى أخذ الميثاق لان في هذه الحال قيل لهم: " خذوا ما آتيناكم بقوة " يعني التوراة بجد ويقين، وروى العياشي أنه سئل الصادق عليه السلام عن قول الله تعالى: " خذوا ما آتيناكم بقوة " أبقوة بالأبدان أو بقوة بالقلب؟
فقال: بهما جميعا. " واذكروا ما فيه " الضمير لما آتينا، أي احفظوا ما في التوراة من الحلال والحرام ولا تنسوه، وقيل: اذكروا ما في تركه من العقوبة وهو المروي عن أبي عبد الله عليه السلام وقيل: أي اعملوا بما فيه ولا تتركوه " ثم توليتم " أي نقضتم العهد الذي أخذناه عليكم " فلولا فضل الله عليكم " بالتوبة " ورحمته " بالتجاوز. (3) " واسمعوا " أي اقبلوا ما سمعتم واعملوا به، أو استمعوا لتسمعوا " قالوا سمعنا و عصينا " أي قالوا استهزاء: سمعنا قولك، وعصينا أمرك، أو حالهم كحال من قال ذلك. (4) " واشربوا في قلوبهم العجل (5) " قال البيضاوي: أي تداخلهم حبه، ورسخ في قلوبهم صورته لفرط شعفهم به، كما يتداخل الصبغ الثوب، والشراب أعماق البدن " وفي قلوبهم " بيان لمكان الاشراب، كقوله: " إنما يأكلون في بطونهم نارا ".

(1) مجمع البيان 1: 114 و 115.
(2) أي قلعوه.
(3) مجمع البيان 1: 128.
(4) مجمع البيان 1: 162 و 163.
(5) قال السيد الرضى قدس الله روحه: هذه استعارة والمراد بها صفة قلوبهم بالمبالغة في حب العجل، فكأنها تشرب حبه فمازجها ممازجة المشروب وخالطها مخالطة الشئ الملذوذ، و حذف حب العجل لدلالة الكلام عليه، لان القلوب لا يصح وصفها بتشرب العجل على الحقيقة.
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435