بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٢٠٧
على الوجه المحرم عليكم " فقد هوى " أي هلك، أو هوى إلى النار " لمن تاب " من الشرك " ثم اهتدى " أي لزم الايمان حتى يموت، وقيل: لم يشك في إيمانه، وقال الباقر عليه السلام:
ثم اهتدى إلى ولايتنا أهل البيت. (1) " وما أعجلك " قال ابن إسحاق: كانت المواعدة أن يوافي الميعاد هو وقومه، وقيل:
مع جماعة من وجوه قومه وهو متصل بقوله: " وواعدناكم جانب الطور الأيمن " فتعجل موسى من بينهم شوقا إلى ربه، وخلفهم ليلحقوا به فقيل له: ما أعجلك عن قومك يا موسى؟
أي بأي سبب خلفت قومك وسبقتهم؟ " على أثري " أي من ورائي يدركونني عن قريب، أو هم على ديني ومنهاجي، أو هم ينتظرون من بعدي ما الذي آتيهم به " وعجلت إليك رب لترضى " أي سبقتهم إليك حرصا على تعجيل رضاك " فإنا قد فتنا قومك " أي امتحناهم " بملكنا " أي ونحن نملك من أمرنا شيئا، والمعنى إنا لم نطق رد عبدة العجل عن عظيم ما ارتكبوه للرهبة لكثرتهم وقلتنا " وإن لك موعدا " أي وعدا لعذابك يوم القيامة لن تخلف ذلك الوعد ولن يتأخر عنك " ظلت عليه عاكفا " أي ظللت على عبادته مقيما " لنحرقنه " أي بالنار، وقرأ أبو جعفر عليه السلام بسكون الحاء وتخفيف الراء وهو قراءة علي عليه السلام وابن عباس، أي لنبردنه بالمبرد، (2) فعلى الأول يدل على كونه حيوانا لحما ودما، وعلى الثاني على أنه كان ذهبا وفضة ولم يصر حيوانا. (3) وقال البيضاوي: " لنحرقنه " أي بالنار ويؤيده قراءة لنحرقنه، أو بالمبرد على أنه مبالغة في حرق إذا برد بالمبرد، ويعضده قراءة لنحرقنه " ثم لننسفنه " لنذرينه رمادا أو مبرودا " في اليم نسفا " فلا يصادف منه شئ، والمقصود من ذلك زيادة عقوبته وإظهار غباوة المفتتنين به لمن له أدنى نظر. (4)

(1) تمام الخبر على ما في المصدر: فوالله لو أن رجلا عبد الله عمره ما بين الركن والمقام ثم مات ولم يجئ بولايتنا لأكبه الله في النار على وجهه. رواه الحاكم أبو القاسم الحسكاني باسناده وأورده العياشي في تفسيره من عدة طرق.
(2) برد الحديد الحديد: أخذ منه بالمبرد.
(3) مجمع البيان 7: 23 و 24 و 25 و 27 و 29.
(4) أنوار التنزيل 2: 26. وفيه: أو مبردا.
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435