بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ١٤٥
العالمين * قال رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين " قال فرعون لمن حوله:
ألا تستمعون؟ إنكارا لما قال، قال موسى: " ربكم ورب آبائكم الأولين " فقال فرعون " إن رسولكم الذي ارسل إليكم لمجنون " يعني ما هذا بكلام صحيح (1) إذ يزعم أن لكم إلها غيري، قال موسى: " رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون " فقال فرعون لموسى: " لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين * قال أولو جئتك بشئ مبين " تعرف به صدقي وكذبك، وحقي وباطلك، قال فرعون: " فأت به إن كنت من الصادقين * فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين " فاتحة فاها قد ملأت ما بين سماطي فرعون، (2) واضعة لحييها الأسفل في الأرض والأعلى في سور القصر حتى رأى بعض من كان خارجا من مدينة مصر رأسها، ثم توجهت نحو فرعون ليأخذه فارفض (3) عنها الناس وذعر عنها فرعون، ووثب عن سريره و أحدث حتى قام به بطنه (4) في يومه ذلك أربعين مرة! وكان فيما يزعمون لا يسعل ولا يصدع (5) ولا يصيبه آفة مما يصيب الناس، وكان يقوم في أربعين يوما مرة، وكان أكثر ما يأكل الموز لكيلا يكون له ثفل (6) فيحتاج إلى القيام، وكان هذه الأشياء مما زين له أن قال ما قال، لأنه ليس له من الناس شبيه، قالوا: فلما قصدته الحية صاح: يا موسى أنشدك بالله وحرمة الرضاع إلا أخذتها وكففتها عني، وإني أؤمن بك وارسل معك بني إسرائيل، فأخذها موسى فعادت عصا كما كانت، ثم نزع يده من جيبه فأخرجها بيضاء مثل الثلج، لها شعاع كشعاع الشمس، فقال له فرعون: هذه يدك، فلما قالها فرعون أدخلها موسى جيبه ثم أخرجها الثانية لها نور ساطع في السماء تكل منها الابصار، وقد أضاءت ما حولها، يدخل نورها في البيوت، ويرى من الكوى من وراء الحجب، فلم يستطع فرعون النظر إليها، ثم ردها موسى إلى جيبه ثم أخرجها فإذا هي على لونها الأول، قالوا: فهم فرعون بتصديقه فقام إليه هامان وجلس بين يديه فقال له: بينا أنت إله تعبد إذ أنت تابع لعبد؟! فقال

(1) في المصدر: ما هذا بكلام رجل صحيح العقل. م (2) أي جانباه. وفى المصدر: قد ملأت ما بين جانبي القصر.
(3) في المصدر: فانفض. م (4) في المصدر: قام من بطنه. م (5) في المصدر: لا يسعل ولا يتمخط ولا يتصدع رأسه. م (6) في نسخة: ثقل.
(١٤٥)
مفاتيح البحث: الأكل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435