بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ١٥٠
انهزم فرعون فيمن انهزم منخوبا (1) مرعوبا عازبا عقله، (2) وقد استطلق بطنه في يومه ذلك عن أربعمائة جلسة! (3) ثم بعد ذلك إلى أربعين مرة في اليوم والليلة على الدوام إلى أن هلك! فلما انهزم الناس وعاين السحرة ما عاينوا وقالوا: لو كان سحرا لما غلبنا، ولما خفي علينا أمره ولئن كان سحرا فأين حبالنا وعصينا؟ فألقوا سجدا وقالوا: " آمنا برب العالمين * رب موسى وهارون " وكان فيهم اثنان وسبعون شيخا قد انحنت ظهورهم من الكبر، وكانوا علماء السحرة، وكان رئيس جماعتهم أربعة نفر: (4) سابور وعادور و حطحط (5) ومصفا، وهم الذين آمنوا حين رأوا ما رأوا من سلطان الله تعالى، ثم آمنت السحرة كلهم، فلما رأى فرعون ذلك أسف وقال لهم متجلدا: آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى، فقالوا: " لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض " إلى قوله تعالى: " والله خير وأبقى " فقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف وصلبهم على جذوع النخل، وهو أول من فعل ذلك، فأصبحوا سحرة كفرة وأمسوا شهداء بررة، ورجع فرعون مغلوبا (6) معلولا، ثم أبى إلا إقامة على الكفر و التمادي فيه، فتابع الله تعالى عليه بالآيات وأخذه وقومه بالسنين إلى أن أهلكهم، وخرج موسى عليه السلام راجعا إلى قومه والعصا على حالها حية تتبعه وتبصبص حوله وتلوذ به كما يلوذ الكلب الألوف بصاحبه، والناس ينظرون إليها ينخزلون ويتضاغطون حتى دخل موسى عسكر بني إسرائيل وأخذ برأسها فإذا هي عصاه كما كانت أول مرة، وشتت الله على فرعون أمره، ولم يجد على موسى سبيلا، فاعتزل موسى في مدينته ولحق بقومه

(1) نخب: كان منزوع الفؤاد جبانا، والمنخوب: الجبان الذاهب القلب. وفى المصدر:
متخوفا. م (2) في المصدر: ذاهبا عقله.
(3) في المصدر: أربعمائة مرة. م (4) هكذا في النسخ وفى تاريخ الطبري، وفى المصدر: خمسة نفر، وزاد " حفظ ".
(5) في المصدر: وحفظ وخطط. وفى نسخة من العرائس: " غادر " بدل " عادور " (6) في المصدر: مغلوبا مهزوما مكسورا. م
(١٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435