بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ١١٠
فيها، فقعد على الباب وعليه مدرعة من صوف ومعه عصاه، فلما خرج الآذن قال له موسى عليه السلام: إني رسول رب العالمين إليك، فلم يلتفت، فضرب بعصاه الباب فلم يبق بينه وبين فرعون باب إلا انفتح فدخل عليه وقال: أنا رسول رب العالمين، فقال: ائتني بآية، فألقى عصاه، وكان لها شعبتان فوقعت إحدى الشعبتين في الأرض، والشعبة الأخرى في أعلى القبة، فنظر فرعون إلى جوفها وهي تلتهب نارا وأهوت إليه، فأحدث فرعون وصاح: يا موسى خذها، ولم يبق أحد من جلساء فرعون إلا هرب، فلما أخذ موسى العصا ورجعت إلى فرعون نفسه هم بتصديقه فقام إليه هامان وقال: بينا أنت إله تعبد إذ أنت تابع لعبد؟! واجتمع الملا وقالوا: هذا ساحر عليم، فجمع السحرة لميقات يوم معلوم، فلما ألقوا حبالهم وعصيهم ألقى موسى عصاه فالتقمتها كلها، وكان في السحرة اثنان و سبعون شيخا خروا سجدا، ثم قالوا لفرعون: ما هذا سحر لو كان سحرا لبقيت حبالنا و عصينا، ثم خرج موسى عليه السلام ببني إسرائيل يريد أن يقطع بهم البحر فأنجى الله موسى ومن معه، وغرق فرعون ومن معه، فلما صار موسى في البحر اتبعه فرعون وجنوده فتهيب فرعون أن يدخل البحر، فمثل جبرئيل على ما ديانة، (1) وكان فرعون على فحل، فلما رأى قوم فرعون الماديانة اتبعوها فدخلوا البحر وغرقوا، (2) وأمر الله البحر فلفظ فرعون ميتا (3) حتى لا يظن أنه غائب وهو حي، ثم إن الله تعالى أمر موسى أن يرجع ببني إسرائيل إلى الشام، فلما قطع البحر بهم مر على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا:
" يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون " ثم ورث بنو إسرائيل ديارهم وأموالهم، فكان الرجل يدور على دور كثيرة، ويدور على النساء. (4) 15 - تفسير علي بن إبراهيم: " وقال الملا من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض و يذرك وآلهتك " قال: كان فرعون يعبد الأصنام ثم ادعى بعد ذلك الربوبية، فقال

(1) لفظ عجمي يقال للأنثى من الخيل.
(2) اللفظ لا يخلو عن سقط أو تصحيف، ولعله كان هكذا: فلما رأى فحل فرعون الماديانة اتبعها واتبعوه قومه فدخلوا البحر وغرقوا.
(3) أي رماه وطرحه ميتا.
(4) قصص الأنبياء مخطوط. م
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435