بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ١١١
فرعون: " سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون " قوله: " قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعدما جئتنا " قال: قال الذين آمنوا لموسى: قد أوذينا قبل مجيئك يا موسى بقتل أولادنا، ومن بعدما جئتنا لما حبسهم فرعون لايمانهم بموسى، فقال موسى:
" عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون " ومعنى " ينظر " أي يرى كيف تعملون، فوضع النظر مكان الرؤية. وقوله: " ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات " يعني السنين الجدبة لما أنزل الله عليهم الطوفان والجراد والقمل و الضفادع والدم.
وأما قوله: " فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه " قال: الحسنة ههنا الصحة و السلامة والامن والسعة " وإن تصبهم سيئة " قال: السيئة ههنا الجوع والخوف والمرض " يطيروا بموسى ومن معه أي بتشأموا بموسى ومن معه. وأما قوله: " وقالوا مهما تأتنا به من آية لتحسرنا بها فما نحن لك بمؤمنين " إلى قوله: " فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين " فإنه لما سجد السحرة وآمن به الناس (1) قال هامان لفرعون: إن الناس قد آمنوا بموسى فانظر من دخل في دينه فاحبسه، فحبس كل من آمن به من بني إسرائيل، فجاء إليه موسى فقال له: خل عن بني إسرائيل، فلم يفعل، فأنزل الله عليهم في تلك السنة الطوفان فخرب دورهم ومساكنهم (2) حتى خرجوا إلى البرية وضربوا فيها الخيام، فقال فرعون لموسى:
ادع ربك حتى يكف عنا الطوفان حتى أخلي عن بني إسرائيل وأصحابك، فدعا موسى ربه فكف عنهم الطوفان، وهم فرعون أن يخلي عن بني إسرائيل فقال له هامان:
إن خليت عن بني إسرائيل غلبك موسى وأزال ملكك، فقبل منه ولم يخل عن بني إسرائيل فأنزل الله عليهم في السنة الثانية الجراد، فجردت كل شئ كان لهم من النبت والشجر حتى كانت تجرد شعرهم ولحيتهم، (3) فجزع فرعون من ذلك جزعا شديدا وقال: يا موسى ادع ربك أن يكف الجراد عنا (4) حتى أخلي عن بني إسرائيل وأصحابك، فدعا موسى ربكه فكف عنهم الجراد، فلم يدعه هامان أن يخلي عن بني إسرائيل، فأنزل الله

(1) في نسخة: ومن آمن به من الناس.
(2) في المصدر وفى نسخة: فخرب زروعهم ومساكنهم.
(3) في المصدر: ولحاهم. م (4) في المصدر ونسخة: عنا الجراد.
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435