بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ١١٤
أن ربك عدل لا يجوز، أفعدله الذي أمر؟ فاعتزل الآن إلى عسكرك فإن الناس لحقوا بالجبال والرمال، فإذا اجتمعوا تسمعهم رسالة ربك، فأوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام أخر ودعه، فإنه يريد أن يجند لك الجنود فيقاتلك، واضرب بينك وبينه أجلا، وابرز إلى معسكرك يأمنوا بأمانك ثم ابنوا بنيانا واجعلوا بيوتكم قبلة، فضرب موسى بينه وبين فرعون أربعين ليلة، فأوحى إلى موسى أنه يجمع لك الجموع فلا يهولنك شأنه، فإني أكفيك كيده، فخرج موسى عليه السلام من عند فرعون والعصا معه على حالها حية تتبعه وتنعق وتدور حوله والناس ينظرون إليه متعجبين وقد ملئوا رعبا حتى دخل موسى عسكره وأخذ برأسها فإذا هي عصا، وجمع قومه وبنوا مسجدا، فلما مضى الأجل الذي كان بين موسى وفرعون أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام أن اضرب بعصاك النيل، وكانوا يشربون منه، فضربه فتحول دما عبيطا، (1) فإذا ورده بنو إسرائيل استقوا ماء صافيا، وإذا ورده آل فرعون اختضبت أيديهم وأسقيتهم بالدم، فجهدهم العطش حتى أن المرأة من قوم فرعون تستقي من نساء بني إسرائيل، فإذا سكبت الماء لفرعونية تحول دما، فلبثوا في ذلك أربعين ليلة وأشرفوا على الموت، واستغاث فرعون وآله بمضغ الرطبة فصير ماؤها مالحا، فبعث فرعون إلى موسى: ادع لنا ربك يعيد لنا هذا الماء صافيا، فضرب موسى بالعصا النيل فصار ماء خالصا، هذا قصة الدم.
وأما قصة الضفادع: فإنه تعالى أوحى إلى موسى أن يقوم على شفير النيل حتى يخرج كل ضفدع خلقه الله تعالى من ذلك الماء فأقبلت تدب سراعا (2) تؤم أبواب المدينة فدخلت فيها حتى ملأت كل شئ، فلم يبق دار ولا بيت ولا إناء إلا امتلأت ضفادع، ولا طعام ولا شراب إلا فيه ضفادع حتى غمهم ذلك (3) وكادوا يموتون، فطلب فرعون إلى موسى أن يدعو ربه ليكشف البلاء واعتذر إليه من الخلف، فأوحى الله تعالى إلى موسى أن أسعفه، (4) فأناف موسى بالعصا فلحق جميع الضفادع بالنيل.

(1) أي خالصا طريا.
(2) في الكلام تقدير: والمعنى أن موسى قام على شفير النيل فخرج كل ضفدع، فأقبلت تدب سراعا.
(3) في نسخة: حتى عمهم ذلك.
(4) أي اقض حاجته.
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435