بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤ - الصفحة ٩
سنان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة: أنا الهادي، وأنا المهتدي، وأنا أبو اليتامى والمساكين وزوج الأرامل، وأنا ملجأ كل ضعيف، ومأمن كل خائف، وأنا قائد المؤمنين إلى الجنة، وأنا حبل الله المتين، وأنا عروة الله الوثقى وكلمة التقوى، وأنا عين الله ولسانه الصادق ويده، وأنا جنب الله الذي يقول:
" أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله " وأنا يد الله المبسوطة على عباده بالرحمة والمغفرة، وأنا باب حطة، من عرفني وعرف حقي فقد عرف ربه لأني وصي نبيه في أرضه، وحجته على خلقه، لا ينكر هذا إلا راد على الله ورسوله.
قال الصدوق: الجنب: الطاعة في لغة العرب، يقال: هذا صغير في جنب الله أي في طاعة الله عز وجل، فمعنى قول أمير المؤمنين عليه السلام: أنا جنب الله أي أنا الذي ولايتي طاعة الله، قال الله عز وجل: " أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله " أي في طاعة الله عز وجل.
بيان: روي عن الباقر عليه السلام أنه قال: معنى جنب الله أنه ليس شئ أقرب إلى الله من رسوله، ولا أقرب إلى رسوله من وصية، فهو في القرب كالجنب، وقد بين الله تعالى ذلك في كتابه بقوله: " أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله " يعني في ولاية أوليائه. وقال الطبرسي رحمه الله: الجنب: القرب أي يا حسرتي على ما فرطت في قرب الله وجواره، وفلان في جنب فلان أي في قربه وجواره، ومنه قوله تعالى: " والصاحب بالجنب " وهو الرفيق في السفر، وهو الذي يصحب الانسان بأن يحصل بجنبه لكونه رفيقه قريبا منه ملا صقاله. انتهى. (1) والعين أيضا من المجازات الشائعة أي لما كان شاهدا على عباده مطلعا

(1) قال السيد الرضى رضي الله عنه: وهذه استعارة وقد اختلف في المراد بالجنب ههنا، فقال قوم: معناه في ذات الله، وقال قوم: معناه في طاعة الله وفى أمر الله، إلا أنه ذكر الجنب على مجرى العادة في قولهم: هذا الامر صغير في جنب ذلك الامر أي في جهته، لأنه إذا عبر عنه بهذه العبارة دل على اختصاصه به من وجه قريب من معنى صفته، وقال بعضهم: معنى " في جنب الله " أي في سبيل الله أو في الجانب الأقرب إلى مرضاته بالأوصل إلى طاعاته، ولما كان الامر كله يتشعب إلى طريقين:
إحديهما هدى ورشاد، والأخرى في وضلال، وكل واحد منهما مجانب لصاحبه، أي هو في جانب والاخر في جانب، وكان الجنب والجانب بمعنى واحد حسنت العبارة ههنا عن سبيل الله بجنب الله على النحو الذي ذكرناه.
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (أبواب تأويل الآيات والاخبار الموهمة لخلاف ما سبق) * باب 1 تأويل قوله تعالى: خلقت بيدي، وجنب الله، ووجه الله، ويوم يكشف عن ساق، وأمثالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 تأويل قوله تعالى: ونفخت فيه من روحي، وروح منه، وقوله صلى الله عليه وآله: خلق الله آدم على صورته، وفيه 14 حديثا. 11
4 باب 3 تأويل آية النور، وفيه سبعة أحاديث. 15
5 باب 4 معنى حجرة الله عز وجل، وفيه أربعة أحاديث. 24
6 باب 5 نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها، وفيه 33 حديثا. 26
7 * (أبواب الصفات) * باب 1 نفي التركيب واختلاف المعاني والصفات، وأنه ليس محلا للحوادث والتغييرات، وتأويل الآيات فيها، والفرق بين صفات الذات وصفات الأفعال، وفيه 16 حديثا. 62
8 باب 2 العلم وكيفيته والآيات الواردة فيه، وفيه 44 حديثا. 74
9 باب 3 البداء والنسخ، وفيه 70 حديثا. 92
10 باب 4 القدرة والإرادة، وفيه 20 حديثا. 134
11 باب 5 أنه تعالى خالق كل شيء، وليس الموجد والمعدم إلا الله تعالى وأن ما سواه مخلوق، وفيه خمسة أحاديث. 147
12 باب 6 كلامه تعالى ومعنى قوله تعالى: قل لو كان البحر مدادا، وفيه أربعة أحاديث. 150
13 * أبواب أسمائه تعالى وحقائقها وصفاتها ومعانيها * باب 1 المغايرة بين الاسم والمعنى وأن المعبود هو المعنى والاسم حادث، وفيه ثمانية أحاديث. 153
14 باب 2 معاني الأسماء واشتقاقها وما يجوز إطلاقه عليه تعالى وما لا يجوز، وفيه 12 حديثا. 172
15 باب 3 عدد أسماء الله تعالى وفضل إحصائها وشرحها، وفيه ستة أحاديث. 184
16 باب 4 جوامع التوحيد، وفيه 45 حديثا. 212
17 باب 5 إبطال التناسخ، وفيه أربعة أحاديث. 320
18 باب 6 نادر، وفيه حديث. 322